أنت هنا لتحمي شرفك، فاسمع ما أقول!
أحمد بن سليم الحراصي
كيف للرجل أن يكون عزيزًا ونساء بيته لا يضربن بخمرهن على جيوبهن؟
لا يكون الرجل عزيزًا بين القوم إن لم يكن شرفه مصونًا، فكيف برجل يخرج بين العامة من الناس بوجه مشرق وزوجته أو ابنته أو من أهل بيته تخرج كاسية عارية بين الشوارع والأزقة وأسواق الناس الكبيرة؟
هل لأنه يعجبه منظرها هكذا وهي تتمايل من سوق لسوق تلتقطها أعين الناس الشررة، أم لأنه لا يملك قرارًا لجعلها تستتر، فكيف بهذا أن نسميه رجلًا؟
نرى الكم الكثير من الصور التي لا مثيل لها في مواقع التواصل الاجتماعي لنساء لم يحتشمن، يجاهرن بالمعصية ليلًا ونهارًا، هذه تكشف عن ساقيها وتلك تتبختر في مشيتها، وغيرها تتميلح بصوتها وكله من أجل كسب بعض الإعجابات والمتابعات من الذكور والذين لا شغف لهم سوى برؤية مفاتن هذه الشقية، ثم يظل رجلها يظهر للناس بوجه حسن وكأنه لم يحدث شيء!
لا أعرف ماذا أطلق عليه وماذا تظنونه أنتم في رأيكم؟
امرأة متزوجة وفتاة عزباء في سن الزواج وفتاة أخرى مراهقة، جميعهن يتواصلن مع غرباء من خارج المنزل دون أن يرف لهن جفن في شرف العائلة، تلقي بكل شيء أسفل قدمها وتدوس عليه، وتدمر أصالة عائلة عريقة يشهد الناس لها بالشرف والأصل والحسب والنسب، تتواصل مع هذا وذاك وترسل لهم صورها عارية لأجل شهوة لم تستطع محاربتها وكبحها ولأجل أهواء نفس طاغية.
لا توجد أسباب أو حتى مبررات لهذه الأفعال سوى أنها دلالة واضحة على انحلال الأخلاق وضعف الوازع الديني لهذه التي لا أستطيع أن أقول إنها فئة قليلة، فهناك الكثير من يفعلون هذه الفواحش ويتسترون أمام الناس بالخفاء.
رجلُ عسكري كان يشتغل في الحدود يجد ويجتهد وينازع الموت من خطورة العمل في المناطق الحدودية، فقد قُتِل الكثير من رفاق دربه وهم يحمون الوطن من شرور الإرهابين، ومع هذا فالعسكري يبقى رجلًا لا يخاف المجابهة في الميدان ولا تعتريه أحلام يقظة الصغار، لكن ساقه القدر أن يتزوج بامرأة من أشراف القوم بمهر تعدى الثمانية آلاف ريال، عاش معها أجمل لحظات حياته في أول الأشهر وعندما حان موعد رحيله للعمل في الحدود، استودعها مغادرًا لعمله الذي يبعد آلاف الكيلومترات.
يقول العسكري: كانت دائما تتواصل معي لمعرفة متى عودتي، ظننتها في البداية أنها مشتاقة لي وكنت أخبرها بيوم عودتي ورجوعي للمنزل واستمر حالنا هكذا ما بين سؤال وإجابة، إلا أنني لاحظت ذات مرة لبس نوم يعود لي معلقًا في الغرفة وعندما سألتها عن كيفية وصول هذا اللباس هنا، أجابت ببساطة أنني أنا من تركته هناك معلقًا، ورغم ذلك، فذاكرتي – ولله الحمد- سليمة ولا أعاني من فقدان الذاكرة وأتذكر متى لبست هذا اللباس ومتى وضعته جاهزًا في الدولاب.
ومع هذا، فأنكرت كل شيء واتهمت ذاكرتي بالضعف والخرف.
أوصلني هذا للشك بزوجتي وقررت مراقبتها، وعندما حان موعد رحيلي من المنزل للعمل، استأذنتها وبت أرقب منزلي غير بعيد؛ لأتفاجأ بعد أقل من ساعة دخول أحدهم إلى منزلي خلسة! كيف؟
أرسلت لزوجتي لأتأكد منها أن كل شيء بخير، أجابت بما لا يدع مجالًا للشك: كل شيء بخير، لا تقلق وأكمل طريقك لتصل بأمان.
لقد كذبت عليَّ للمرة الثانية وهذه المرة ذهبت بنفسي إلى منزلي لأجد زوجتي في سريري تضاجع هذا الغريب!
هرب الغريب، ولكنني وجهت لها سؤالًا واحدًا فقط دون غيره: ما سبب هذه الخيانة؟
صدمتني بإجابتها، حيث قالت: أنا لا أحبك، ولكنني أحب هذا الرجل منذ زمن، وقد تزوجت بك مجبرة؛ لأن أهلي اكتشفوا حبي له، وصرت ضحية زواج بمن لا أحبه.
قلت لها: يا امرأة، كان عليكِ أن ترفضيني فقط وإن كنتِ خائفة من الرفض فستخبريني شخصيًا وسأفهمك وأرفض الزواج منك، كل هذا سيكون سهلًا لو أنك أخبرتني، فما ذنبي الآن؟ لقد هويتِ بسمعتي تحت الأرض، إنني أخجل من مواجهة الناس وزوجتي (مُومِس)، والآن ما الذي استفدتِ منه؟ لو كان رجلًا ويريدك لتزوجك، أما الآن فأنتِ أهنتِ كرامتي وهو أخذك متعة دون تكلفة!
يقول: طلقتها لأنجو بشرفي وألملم شتات نفسي وما تبقى مني من عزة.
هذه قصة، وغيرها قصص، امرأة متزوجة تتراسل مع كل غريب ترسل لهم صورها عارية، بحثًا عن التسلية والمتعة التي لم تجدها في زوجها، وعن فتيات أبكار يراسلن كل من هب ودب بحثًا عن حب، الحب الذي تزينه لهن الأفلام والمسلسلات وتقع ضحية شباك ذئب بشري يهددها الأخير بالخروج معه أو نشر صورها وتكون عرضة للفضيحة، فتمتثل لأمره، وتضحى فتاة هوى بسبب صفاقتها.
إن مثل هذه الفتيات والنساء يشوهن سمعة أهلهن وعائلتهن بسبب أفعالهن المشينة، لا حب ينتهي بصور عارية ولا تسلية تنتهي بدخول أحدهم في بيتكِ ويأخذ منكِ شرفكِ، أنتِ فقط تسيئين لنفسك ولدينك أولًا ولأهلك وعائلتك ثانيًا، يسقط عز الرجل حين يكون شرف نساء بيته مُطالًا، كيف للرجل أن يكسب احترام الناس له حين تكون زوجته أو ابنته أو أخته أو إحدى قريباته ضائعة، كل ما يستطيع قوله من هتك عرضك عنك هو: جاء فلان أخ فلانة أو زوج فلانة المومس!، فأين النساء اللاتي يصن شرف رجالهن وأين الرجال الذين يحمون شرف نسائهم؟
رجلًا كنت أم امرأة، حافظوا على جوهركم، واتقوا الله فيما تفعلونه، سيأتي يوم تدركون فيه أن كل شيء انتهى بعدما أزيح الستار، كل شرفك قد اختفى، ستتذكرون -يا رجال ويا نساء- أنه لن ينفعكم سوى شرف امرأتك وعزة رجلك.