جمال الطبيعة
سلمى سر الختم
في الطبيعة جمال يدهش الألباب، وتتجلّى قدرة الخالق سبحانه وتعالى في خلقه، وتنعكس لكلّ عينٍ ترى، ولكلّ عقلٍ يتفكّر، ولكل أذنٍ تسمع، فهو الذي صوَّر وأبدع، ومَلأ الكون من حولنا بأروع المخلوقات وأكثرها إدهاشاً، ابتداءً بأكبرها حتى ذلك الذي لا يُرى بالعين المجرّدة.
هذا هو ما يجول في بال الناظر إلى الجبال بعلُوّها الشاهق، وتدرّجات ألوانها المثيرة للعجب، والشلالات المتدفقة من أعاليها بقوة لتستقرّ في البحيرات الرائقة، التي تضمّ أجمل أنواع الياقوت والمرجان، والمخلوقات البحرية، والمتدبّر في زرقة السماء، وما يُزينها من غيوم قطنية، تناثرت فيها لترسم أجمل لوحة، وألوان النباتات واختلاف أشكالها، فكل هذه المظاهر تخبر العقل أنّه أمام إعجاز لا يستطيع الإتيان به إلا ربٌّ عظيم.
الطبيعة راحتنا الجميلة. الطبيعة ملاذ الإنسان ومهربه من ضجيج الحياة وضوضائها وسرعة وتيرتها، فهي المكان الهادئ العذب، والمريح للأعصاب، بعد أن تتعبنا قسوة الحياة ومشاغلها الكثيرة، فيلوذ الفرد منّا بالطبيعة للاستمتاع بصوت زقزقة العصافير، وحفيف الأشجار في فصل الربيع، والجلوس في سهلٍ أو على جبلٍ للتمتع بالهواء العليل، أو النظر إلى الأمطار وصوتها الشجيّ، والثلج بثوبه الأبيض الساحر في فصل الشتاء.
كما أن السباحة في البحر، أو الجلوس على رمال الشاطئ، من شأنهما أن يجدّدا طاقة الإنسان ونشاطه، ويكسبانه ما يكفيه من الإيجابية، ويخلصانه من الطاقة السلبية التي تسبب له الإرهاق.
إن عناصر الطبيعة تعالج أسقام الروح وتريح القلب، والتأمّل في مفاتنها، والتفكّر فيها، يُكسب الإنسان قوةً إيمانية كبيرة، فرؤية الفنون الطبيعية من حوله تجعله يؤمن بالخالق القادر، ويلهمه لتسبيحه والثناء عليه.