تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

مقال : أن تسجل لـ “الحج” الكترونياً

أحمد بن سالم الفلاحي

shialoom@gmail.com

 

عايش كثيرون منا تجربة التسجيل “للحج” حسب النظام الإلكتروني الجديد، والذي ينجز اليوم تجربته الرابعة هذا العام (1440هجرية) الذي اعتمدته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لتلافي الكثير من الأخطاء والممارسات غير السوية التي كانت تحدث في السابق هذا الجانب، والتي عانى منها كثير من الناس الراغبين لأداء مناسك الحج في السنوات الماضية، مما حدا بالكثيرين أيضا إلى انتهاج ممارسات خاطئة، وأساليب ملتوية سواء من قبل الحملات الوهمية، أو أولئك الذين آلوا على أنفسهم إلا الذهاب الى تلك البقاع المقدسة متخذين الطرق غير الصحيحة، وخير مثال ما حدث من تعرقل بعض الذاهبين إلى الحج من العمانيين في إحدى منافذ الحدود في إحدى مواسم الحج القريبة، والحادثة معروفة.

اليوم يعيش الجميع شيئا آخر جديداً في هذه العملية برمتها، وهذا الجديد هو التسجيل الإلكتروني الذي يعطي كل ذي حق حقه، بعدالة توزيعية رائعة وفق الأصناف المدرجة في لوحة التسجيل، بين: مرض مزمن، وفرض، ووصية، وبالإنابة عن، وتطوع؛ حيث غابت كل هذه الفئات – كحصص خاضعة للأعداد – طوال فترات التسجيل في الأعوام السابقة؛ ما قبل اعتماد هذا النظام؛ هذا بخلاف ترك الحبل على الغارب في شأن تحديد تكلفة الحاج لدى الحملات بشقيها الحقيقية والوهمية، حيث لعب مفهوم “السوق السوداء” في هذه العملية دوراً متعباً، على الرغم من المقصد العظيم في هذه العملية بشموليتها وبقدسيتها وبأهميتها الكبيرة على أنها شعيرة إيمانية مطلقة، او هكذا يفترض.

توجه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إلى اتخاذ هذه الخطوة، وإن كان المؤمل أن تكون قبل هذا العام بسنوات، إلا أن تحققها اليوم قبل الغد يشكل منعطفا مهماً في مفهوم تسجيل الحجاج، ومعرفة أعدادهم الحقيقية بالضبط، وخطوة تتخذ أهميتها أكثر من ضرورات العصر، الذي يرتقي بفكر الإنسان، ويعالج الكثير من الإخفاقات التي كانت تحدث في مختلف الممارسات الحياتية، ويعكس الرغبة الحقيقية للتنظيم والقضاء على كل الممارسات العوجاء التي رافقت هذه العملية طوال السنوات السابقة، وهي بذلك تسلك خطوة يباركها الجميع ، ويشد على يدي أصحاب القرار في الإرتقاء بها بصفة دائمة، والأخذ بكل الوسائل الحديثة والمتطورة، وهذا أمر مطالب به كل الجهات المعنية التي تقدم خدماتها للجمهور العريض بأن تسلك هذا المسلك في البحث الدائم عن آليات وبرامج من شأنها أن تسهل الخدمة للمتلقي، وتقضي على مختلف الممارسات غير السوية في مسار تقديم مختلف الخدمات، بالإضافة إلى مواكبة العصر، وما يفرضه على مقدم الخدمة، أي كان نوعها، من تحديات تفرضها الثورة الاتصالية على وجه الخصوص.

ووفق هذه الصورة الماثلة اليوم بهذا المشهد الذي يبعث على الرضا والسرور، لا يفصل بين الراغب إلى الذهاب إلى الحج وبين التسجيل سوى الولوج إلى الشبكة الإلكترونية عن طريق الرقم المدني، وعندها يتحدد وفق الفئات المدرجة إلى أي فئة تنتمي أنت أيها “الراغب في التسجيل”، لا تحتاج إلى الإلتماس من فلان وعلان، في حصولك على حقك في الذهاب، المهم فقط أن تكون محققاً للشروط الموضوعة في صفحة التسجيل، ولا أنت مجبر في الانضمام إلى حملة فلان أو علان، فالحملات متاحة أيضا على هذه الصفحة ، وخاصة بعد التأكيد النهائي للمسجلين، ولك أن تختار الحملة المناسبة لميزانيتك، حيث ستتواصل إلكترونياً كخطوة أولى لتحديد حملتك.

يشكل هذا المشروع اليوم نقطة مضيئة في مسار الخدمات التي تقدمها الوزارة لجمهورها الكبير، ويضعها أمام مسؤولية تاريخية جديرة هي بإدارة دفتها وتصويب اتجاهاتها الصحيحة لوصول الجميع إلى بر الأمان دنيا ودين إن شاء الله.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights