بين نهار مضيء، وليل مظلم
مزنة بنت سعيد البلوشية
سماء صافية، ونجوم متلألئة. قمر يضيء بنوره الساطع على الأرض، أشرقت الشمس بخيوطها الذهبية، ليذهب كلٌّ إلى عمله وجلب قُوت يومه.
كان هناك بيت جميل، زاهي الألوان، تربّى فيه ثلاثة أولاد أبطال وابنتان جميلتان كالزهور.
بين نهار مُضيء، وليل مظلم حالك السواد، تُخالجنا مشاعر غريبة.
فبالأمس كانت السعادة تجاورنا، واليوم ضاقت صدورنا دون أيّ مقدمات أو أسباب، زلزال أخذ يرمي ويهدم كل ما يراه في طريقه من منازل ومبانٍ، فكانت الضربة تضرب قلوب كل الناس، زلزال هزّ قلوب الأمّة العربية.
أناسٌ تركوا بيوتهم، وأناس ما زالوا تحت الحُطام وسط الركام، ربما يصعب عليّ نسيان ذلك الحدث أو محوهُ من مخيّلتي، فما زلتُ أتذكر تلك الليلة التي زلزلت الأرض، دمّرت أراضٍ وعمران، وهشّمت جدران، وأسقطت مبانٍ.
ما زلتُ أسمع أصواتنا تهمس في أذني: “لاحول ولا قوة إلا بالله”.
أناسٌ من رحِم الحُطام والركام، يذقون ألم الفراق، أبٌ يبحث عن معبر بين الركام، ليصل لأبنائه، وأمٌّ تلد طفلة لتبصر النور بخروجها بين الركام.
سلاماً لمن دُفنوا تحت الحطام.