2024
Adsense
مقالات صحفية

الرياضة الربحية

حمدان بن سعيد العلوي
مدرب في الإعلام والعلاقات العامة

هل نرجو الربح من قطاع الرياضة وربطه بالسياحة والاستثمار في ظل تعثر أنديتنا بمديونيات مالية تعيقها من الاستمرار ؟

إذا ما نظرنا إلى أنديتنا وحالها الذي يتحدث عن نفسه سنجدها تواجه صعوبات وتحديات كبيرة جدا، وإن تحدثنا عن دورنا كمجتمع أو الدور الاجتماعي لهذه الأندية فهي قطاعات أهلية إدارتها متطوعة لخدمة هذه الأندية لكي توفر خدماتها لأبناء المجتمع؛ وعلى ضوء ذلك ستبقى رياضتنا مجرد هواية يتم ممارستها في تلك الأندية حالها كحال الفرق الأهلية، تنتظر التبرعات والهبات والدعم الحكومي، بعضهم يرى أنه لا يكفي لسد احتياجاتها، وهنا يتم البحث عن التمويل من قبل شركات القطاع الخاص.

ولكن لو قارنا المعطيات ونقاط القوة نجد أنها لا تفي بالغرض؛ فالتحديات والمخاطر أكبر ولا تلبي تلك التعاقدات رغبة الرعاة من أجل تحقيق العائد والفائدة المرجوة لهذه الشركات.

إن جميع الشركات الراعية تبحث عن الجمهور والإعلام من أجل الترويج عن نفسها ومنتجاتها، فإن لم يتوفر عنصر من تلك العناصر فعلى القطاع الخاص أن يعتبر تلك الرعاية والشراكة مجرد تبرع لا أكثر.

وإذا ما نظرنا إلى تلك الأندية بعين الربح المتبادل فعلى إدارات الأندية أن تعمل من أجل جلب الجماهير وتأسيس قاعدة كبيرة جدا والعمل على خلق الولاء لهذه الأندية، فالتسويق الرياضي غائب وغير مفهوم من قبل أغلب تلك الإدارات بجمعياتها العمومية؛ والناتج مبالغ تصرف بدون عائد أو فائدة تذكر.

لماذا؟

لأن القطاع الخاص يبحث عن الربح والأندية تبحث عن الإنجاز ولن يتحقق ذلك إلا باكتمال العناصر الأساسية وهي الدعم المادي والقاعدة الجماهيرية والوسائل الإعلامية.

أحد أنديتنا الكبيرة تسعى لترسيخ اسمها كعلامة تجارية من خلال ضخ مبالغ ضخمة بالتعاقد مع أغلب نجوم دورينا والمحترفين من خارج البلد. قيادة هذا النادي لديها الفكر والرؤية الثاقبة ولكن تحتاج إلى مساندة من قبل الجميع، أولًا الجماهير، ثانيًا أبناء المجتمع من تجار وشركات حتى ينتقل هذا النادي إلى الخطوة الثانية؛ ألا وهي تأسيس مصدر دخل ثابت يعود على النادي باستثمارات ضخمة إذا ما أراد الاستثمار. بكل تأكيد تابعنا تجارب لبعض الأندية التي قامت بتلك الخطوة ولكن تبين لنا أنها مجرد تحركات عشوائية أتت بإنجاز وعانت من مديونيات كبيرة أدت إلى سقوط حاد.

إنّ الوعي بأسس التخطيط الاستراتيجي سوف ينقلنا إلى مرحلة متقدمة والنهوض برياضتنا إلى مستويات نطمح إليها جميعا، وانتظار الدعم الحكومي والتبرعات والهبات لا يكفي ولن يصل بنا إلى الاحترافية، وسيتم استنزاف مبالغ كبيرة ومصيرها الاحتراق وعدم التمكن من الصمود وستنتهي دون تحقيق المطلوب.

ولعنا نضرب مثالًا بالدوري السعودي المملكة؛ حيث يضح مبالغ طائلة وبدعم من الحكومة من أجل تسليط الضوء إعلاميا على الرياضة السعودية، تمامًا كما تفعل قطر والإمارات ولكن بشكل أقل نسبيا، فاستقطاب النجوم العالميين يحقق ذلك ولكن ما الفائدة إن كانت الأندية مستهلكة واستهلاكها بلا عائد بالمقارنة مع المصروفات، فإن كانت من ضمن تلك الخطط التفكير بعائد مادي ومصدر دخل يعود على البلاد فنعم الرأي والخطوة إيجابية، وإن كان فقط من أجل الشهرة دون التفكير بعائد مادي يضاهي سوق النفط والسياحة ورفد الاقتصاد بالتأكيد سيكون الوضع ليس في مساره الصحيح مع تمنياتنا لأشقائنا التوفيق ومراعاة هذا الأمر.

بكل تأكيد لا مقارنة تذكر بيننا وبين أوروبا والدول التي سبقتنا، ولكن لديهم فكر استثماري اقتصادي من خلال الرياضة؛ فهي مصدر دخل ورافد قوي يدر على تلك الدول بالمليارات أيًا كانت الطريقة. ففي تلك الدول تضخ شركات القطاع الخاص ملايين ومئات الملايين من أجل وضع شعارها على لوحات الملاعب الرياضية وقمصان اللاعبين وغيرها لأنها تدرك حجم العائد الذي ستتحصل عليه.

انتشر في الأيام القليلة الماضية خبر عن رعاية الطيران العُماني لنادي تشلسي الإنجليزي، بعضهم لم يعجبه الأمر وتحدث أن رياضتنا أولى، نعم رياضتنا أولى إن كان الفكر غير ربحي للشركة وستعتبر ذلك تبرعًا لا أكثر، ولكن إذا كان الهدف هو الربح والترويج للشركة يتبعها ترويج سياحي لسلطنة عُمان؛ فالهدف سامٍ وخطوة ايجابية يشكرون عليها.

لن تنهض رياضتنا ما لم يتغير الفكر والعقول التي تدير أنديتنا لترسيخ فكرة جذب الجماهير وتسليط الضوء إعلاميا وأن تتحول أنديتنا إلى شركات ربحية لكل من يعمل بها وتصبح العلاقة ربحا مقابل ربح للجميع.

قد يظن بعضنا أن ذلك حلم ومن الصعب تحقيقه ولكن لو تغيرت الأفكار واستشعر الجميع بذلك أن استثمار الرياضة عائد كبير واستثمار ناجح سنرى نتائج مبهرة سواء في تطور الرياضة أو اقتصاد وعائد ربحي قوي حاله كحال باقي القطاعات الاقتصادية.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights