كالقمر في الرابع عشر من كل شهر
سُندس الضويانية
كُلَّمَا تَوَهَّجَتْ رُوحِي اِنْطَفَأَتُ أَنَا.
أَلَيْسَتْ رُوحِي بِدَاخِلِي تَسْكُنُ؟
فَكَيْفَ لَهَا أَنْ تَتَوَهَّجَ وَأَنَا مُطْفَأَةٌ؟
كيف تُحَارِبُنِي وَأَنَا اَلَّتِي أستند عَلَيْهَا بقوة؟
مَا بَالُهَا تَتَوَهَّجُ عند انطفائي؟
أم تُرِيدُ أن تحثني على اللمعان والتوهج؟
حديث يصرخ في كياني فقد كُنْتُ أَتَسَاءَلُ.
وذَاتَ لَيْلَةٍ جاء صدى روحي ليخبرني أنها فَتْرَةٌ عَابِرَةٌ.
فهمستْ روحي قائلة: أَنَا هُنَا مِنْ أَجْلِكِ، أَنَا رُوحُكِ اَلَّتِي تَسْكُنُ جَوْفَكِ، ثِقِي تَمَاماً أَنَّكِ رَائِعَةٌ وَسَتَبْقَيْنَ لَامِعَةً.
اِرْجِعِي إِلَى مَا كُنْتِ عَلَيْهِ مِثْلَ بَرِيقٍ لَامِعٍ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، أَوْ كُوْنِي كاملة اللمعان كَالْقَمَرِ فِي اَلرَّابِعِ عَشَرَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، كوني متوهجة، مُضِيئَةً.
ألستِ أنتِ مَن قِيلَ لها في زمن غابر أَنَّكِ لَا تَسْتَطِيعِينَ؟
وقد قِيلَ لكِ أَنَّ كُلَّ اَلظُّرُوفِ لَا تَسْمَحُ لتصبحي نَاجِحَةً، لقد قالوا أنكِ ستتأخرين عَنْ اَلْكُلِّ، ولكنكِ حطّمتِ القيود، وكسرتِ أسوار العجز، وأثبتِّ للجميع أنكِ قادرة على إِكْمَالِ طَّرِيقِ النجاح.
هل أدركتِ الآن لماذا أنا متوهجة ولامعة عند انطفائك؟ لأنكِ ذات عزيمة وإصرار وثبات، وأن الخلود لا يكون إلا للمكافحين الصابرين.
فحَمَداُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ نِعْمَةٍ.