الولاءُ للأمان
راشد بن سالم الحجري
الحمدلله الذي منحنا هذا الوطن، ورزقنا فيه أول أنفاسنا.عمان ليس هو الوطن الذي نخاف عليه، كيف وهو في ظلّ حِفظ الرحمن وحماية دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم .
عمان بلد يصنع الأمان للدول المجاورة له، يأخذ الأمان إلى أبعد بقعة على الأرض؛ يرسي السلام في خِضمّ الحروب؛ يديرالنقاشات في ظلّ المناوشات، يؤلّف بين القلوب، يربط قنوات التواصل المنقطعة، ويصل إلى المناطق المتنازعة ليطعم طفلاً ويعالج مجروحاً ويؤُازر مظلوماً.
عمان الأمان، البلد الذي يطمح له الكثير ممن فقدوا الأمان، لهذا فولاؤنا للأمان الذي ننعم به في أرض عمان الطيبة، وكم لهذا الأمان من جهود خفيّة تسعى لتحقيقه على أرض الوجود، تَرأَسُها جهود جلالة السلطان حفظه الله، وتليها جهود كل مواطن غيور على هذا الوطن، مسؤولاً كان أم عاملاً بشتى المجالات، وذلك من خلال إرساء القواعد، ونصّ القوانين المنظّمة ليستتبّ الأمان في كل أنحاء السلطنة.
والأمان المقصود هنا يشمل كل جوانب الحياة، أمان السلم، أمان العبادة والديانة، أمان الطريق، أمان الاقتصاد والاستثمار، أمان الوظيفة “الأمان الوظيفي”، وأمان المعيشة للمواطن والوافد، ولا ننسى الأمان المجتمعيّ الذي يحفّه الجيران والأقارب وكل القاطنين في المجتمع.
بهذا الأمان تُبنى الدولة كما خُطِّط لها، وينعم كلّ فرد بالاستقرار المادّيّ والمعنويّ. بهذا الأمان تستطيع العمل والإبداع والإنتاج، وتضمن حقك كمواطن، فإن الدار أمان.
يستطيع المستثمر أن يمارس استثماراته في حقول الصناعة والتجارة في عمان لأن الوضع آمن، يستطيع كذلك السائح من أي بلاد أن يزور ربوع السلطنة شمالها وجنوبها فإن الطريق سالك.
الولاء للأمان الذي جعل لعمان مكانة مرموقة بين دول العالم، وجعل منها البلد الذي يُنصح لحلّ النزاعات ولمّ شمل الفِرق المتنازعة، والذي سهّل على العمانيّ السفر إلى كل بقاع العالم حاملاً معه السلام ومرحباً به أينما حلّ ونزل.
لذا، علينا جميعاً أن نرعى هذا الأمان، ونحافظ عليه جاهدين كأفراد ومجتمع وحكومة، وأن نكون مفعمين بالإيجابية الحسنة التي تمهّد لنا التعامل مع كلّ معضلة، وأن نسعى جميعاً للوصول إلى الاستقرار الذي يُؤَمّنُ لأفراد المجتمع الحاضر والمستقبل، الأمان التامّ في شتّى جوانب الحياة، داخل وخارج أرض عمان الحبيبة، وقد رسخّ المغفور له جلالة السلطان قابوس رحمه الله هذه القاعدة بقوله: (أما إذا اضطرب حبل الأمن، واهتزت أركان الاستقرار، فإن نتيجة ذلك سوف تكون الفوضى والخراب والدمار للأمة وللفرد على حدٍّ سواء).