عد سالما ..
مبارك بن سليمان المكدمي
أبي لنومك حكاية عجيبة تحبس معها الأنفاس وتزيد دقات القلب . صمت غريب يعج بداخلي ، تبللني دموع كادت أن تغرقني .
أفكار مشتته وذكرايات استفاقت من صمتها وكأن شريط الحياة يعود من جديد ، طال نومك يا أبي سبعة عشر يوما نتجرع هما وكمدا ، آه من هذا المرض كم أوجعنا بقوة !!
أما آن لك أن تستفيق وتعيد لنا الحياة .؟!
كل شيء مظلم ، كل زوايا المنزل حزينة تصرخ خوفا عليك ، تفتقدك مزرعتك ونخيلك وكما تفتقدك أركان البيت يفتقدك الصغار قبل الكبار ، جميعنا نغط في صمت مخيف ، تتقاذفنا أفكار مزعجة وضحكات مفقودة ، بقي هذا القلب يلهج بالدعاء أن يشفيك الله ويخفف عنك .
نطمع أن تفتح عينيك على الأقل فهي كفيلة بأن تعيد لنا الروح وتعيد لنا الحياة . مرضك المزعج أنهك قوانا وشتت أفكارنا وكأن الحياة مرهونة على عودتك ، كل شيء مظلم ومعتم حتى البسمة صارت خجولة يصعب إخراجها .
أجهزة تثقل كاهلنا قبل كاهلك ، تتردد على أذني صوت دقات القلب وصوت ضغط الدم يمنعاني من النوم بل يمنعاني من الحياة ، فالروح صارت تشتاق لك ولوجودك وتنادي بأعلى صوتها عد سالما يا أبي فإنا نفتقدك بشدة ، نفتقد ضحكتك ومزاحك وروحك البرئية .