2024
Adsense
مقالات صحفية

إدارة النفس

حمدان بن سعيد العلوي
مدرب في الإعلام والعلاقات العامة

الحياة بها تقلبات عديدة وجميعنا يشهد هذه التقلبات، والظروف القاسية تمر بالجميع، لا أحد مستثنى على الإطلاق.

المواقف دائما تتكرر تمر على الصغير والكبير الغني والفقير، ولكن ما يميز شخصا عن آخر هي إدارة النفس أو ما يسمى بإدارة الذات.

إدارة النفس أهم من إدارة المواقف فإن نجحت في الأولى ستنجح في التالية، إدارة النفس هي التحكم في ضبطها، بالتريث وعدم الانفعال والتفكير العميق والتخطيط السليم،.

إدارة النفس أولا بعد ذلك ستستطيع إدارة شؤون حياتك، علاقاتك، أموالك أعمالك، كل ذلك سيكون تحت السيطرة فقط عليك معرفة كيفية إدارة النفس.

وفي هذا الصدد، أثبتت دراسة أُجريت في جامعة “Oxford” مؤخرًا، أن الشخص الذي يتمكن من إدارة نفسه والتحكم في مشاعره وأفكاره وتوجيهها بالشكل الصحيح، سيكون لديه القدرة الكاملة التي تؤهله لإدارة فريق العمل والوصول به إلى تحقيق الأهداف التي تسعى إليها الشركة؛ لذا يُمكننا القول إن إدارة النفس تسبق إدارة فريق العمل.

كل ذلك مقرون بالتخطيط السليم ومعرفة التعامل مع المواقف وستتمكن من إدارة الأزمات التي قد تعصف بك في أحلك الظروف.

الطموح وتحقيقه يجب أن يصاحبه مطبات عديدة ومثبطات لم تكن بالحسبان، ودائما دع الأمل ينعش حياتك ولا ترفع سقف توقعاتك، إن أتت بأحسن مما كنت تتوقع فمن الله وهي خير لك، وإن لم تأت فلا تيأس لربما أراد الله لك خيرا منها.

دائما ما نتحسر على ضياع الفرص وتفشل خططنا المستقبلية ولكن هل هيأنا النفس لاستقبال النتائج، سلبية كانت أم إيجابية؟

كن مستعدًا ولا تنصدم فكل الاحتمالات موجودة، وإن كان الطريق سهلا فقد يحدث ما لم تكن تحتسب وقوعه.

من منا لم يتذوق طعم الفشل ومرارة الإخفاق، ومن منا لم يتذوق طعم النجاح والسعادة الغامرة بعد تحقيقه؟

ولكن كيف تعاملنا بعد ذلك، هل حضرنا أنفسنا للاستمرار في كل الأحوال؟
يجب علينا التفكير بالانتقال من مرحلة إلى أخرى، وإن لم نفعل علينا التحضير لاستقبال النتائج أيا كانت وفي كل الظروف المتوقعة وغير المتوقعة.

في المرحلة الثانوية كنت أخطط لما بعدها ولكن فشلت في المرة الأولى وتجرعت مرارة الفشل بأسباب صحية؛ ولكن من خلال موقف ما عدت لأكافح من جديد ورسمت خط سير مغاير وأكملت بعدها ما فاتني رغم الشعور بالنقص حينما كنت أرى زملائي قد دخلوا جامعاتهم أو تعينوا في وظائفهم.

عدت بعد ذلك الموقف الذي أساء لي فيه بعض الأصدقاء ووصفي بالفاشل لأكمل دراستي في المنزل، ولله الحمد تفوقت ودخلت في تخصصي “الإعلام والعلاقات العامة”؛ حيث فتح لي آفاقا جديدة وتمكنت بعد ذلك من ممارسة العمل الإعلامي بنجاح باهر.

عادت الظروف الصحية تلاحقني وتوقفت عن ممارسة اختصاصي الذي أحبه وابتعدت كثيرا، ثم حاولت الرجوع ولكن واجهت الصعاب من قبل أعداء النجاح.

لم ألق بالًا لهم ورسمت خط سير جديد وتوجهت لعالم التدريب في المجال ذاته، ولله الحمد تمكنت من تحقيق ما كنت أرجوه وإن كنت أطمح للمزيد.

عاودت من جديد الدخول في مجال الصحافة وتمكنت من تحقيق ما أرجوه، وكذلك عدت مجددا لمجالي الذي أرى نفسي فيه وإن كان ليس كما لا زلت أرجوه، وحققت نجاحاً مغايرا في مجال الظهور الإعلامي على شاشات التلفزيون بشكل مغاير ومختلف.

ما دامت الحياة مستمرة فأنا لا زلت أطمح للمزيد، وسأصل إلى ما أرجوه، فقط ما أود قوله: “رغم التحديات والظروف فأنا راض عن ما حققته وسأحققه، كل ذلك بسبب إدارة النفس وكيفية التعامل مع كافة الظروف”.

تعاملت مع عدة شخصيات منها من يوهمك بأهميته في حياتك ومنها من هم فعلا لهم أهمية، ومنهم من دخلوا حياتك حقدا وحسدا وتحسبهم أحبة مقربين، فقط عليك أن لا تستعجل وأن لا تنفعل وأن تتقبل كل ما تراه سيئا كان أم جيدا.

في إدارة النفس عليك أن تستقل بذاتك، وأن لا تتبع أو تنحني لأحد ولأي ظرف مهما كانت صعوبته.

لا تصدق كل شيء ولا تتبع كل طريق لا تعرف نهايته، لا تثق ثقة عمياء بأحد ولا تعط كل أسرارك لشخص واحد مهما كانت ثقتك به.

الزمن لا يتغير، فقط من يتغير هي الظروف وتغير من حولها من بشر وأدوات، من يثق بك سيغير رأيه لأي سبب من الأسباب قد لا تكون بسببك أنت وإنما بأسباب مختلفة.

عليك السير في طريقك ولا تلتفت لأحد ممن يريدون تثبيطك وكسر عزيمتك وستصل كما يريد لك الله سبحانه وتعالى، وعليك الشكر والحمد.

وتذكر، يجب أن تكون صادقًا مخلصًا لله في عملك، لا تسلك طرقًا ملتوية إلا إذا كانت الظروف قد فرضت عليك تغيير المسار، وتأكد بإذن الله ستصل.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights