صدى الذكرى
عبد الله بن حمدان الفارسي
لا يزال قلبي يرمق طيفك الذي استوطنه، وعيناي لا تزالان تنبضان بخفقات همسك، عالقة في ذهني تلك الوعود والعهود التى تم وأدها في مهدها، وبالرغم من ذلك الوأد يراودني التفاؤل بين الفينة والأخرى، أن الرئة تتنفس شوقا ورغبة إليك.
على عهدك بي تعودت وأدمنت عيادة تلك الأمكنة التي شهدت باكورة لقاءاتنا العفوية، لم تتغير ملامحها في عيني سوى أن بعضها شاخ قليلا، وبعضها أستشعر به يتوق لزيارتنا له، إن رائحة الصيف ونفحاته، وما تحمله من تفاصيل وتباشير -لها مدلولاتها الخاصة- تذكرني بك.
لا شيء تغير، ولا شيء قابل للتغيير، فما كان لا يزال يرفض التحديث، فخزعبلات العصر لم تؤثر على نقاء صفحات قلوبنا، فنسيج مشاعرنا متماسك يأبى الاعتلال العاطفي، ورؤيتنا نقية لا تلوثها عوامل وتقلبات الحياة المتناقضة.
في وضح الحلم تلتقي سرائرنا ودا وغراما وشوقا وهياما، تحتضن أفكارنا رداءات النقاء، نستقي من سلسبيل العفة رشفات النبلاء وهمساتهم، نغرس جذور الانتماء في فضاءات الوفاء، نسترخي على أهداب الزمن من عبس الحياة وكآبتها.
رائعة أنتِ حين تسدلين ظفائر البهاء، وتمتطين صهوة فكري بكبرياء، وتفترشين بساط مشاعري بحياء.
واقعا ويقينا لن نلتقِي إلا على ضفاف أحلامنا، فلكل منا رسمت له الأقدار خطاه، وتعالت بيننا أسوار الانتهاء، ليس بأيدينا أن نكون غرباء، ولكن بقلوبنا حتما سنكون أقرباء.