مجنون ومختبل..
محمد السيد توفيق
أنا بالشعرِ مجنونٌ
ومهووسٌ ومُخْتَبِلُ
أُحبُّ البحرَ مُنسابًا
وفيّاضًا ويُحْتَمَلُ
وأعشقُ لفظةً شردتْ
فتاهتْ ثُمَّ تتصلُ
وحين تنام أجفاني
يهبُّ البيتُ يَكتملُ
أعتِّقُ عطرَ أنغامي
فعَانقنِي بهَا الأملُ
وأنشر حبَّ قافيتي
فيسبقُ قوليَ العملُ
إذا تنتابُني فِكَرٌ
وجدت القلب ينسدلُ
وتُمسك رجفتي قلمًا
فيكتبُ حين يعتدلُ
أراجيزًا تحركني
وتحيي القلبَ تحتفلُ
ولم أقصد بقافيتي
جموعَ الناس تستفلُ
ولا حرَّضْتُ في بيتٍ
غبيًا حين ينفصلُ
أغارُ معاتبًا لغتي
بدمعِ العينِ ينهملُ
إذا اجترأت قواميسٌ
من الدهماء تشتعلُ
فحفظُ الحرفِ مقصدُنا
ومن بالحرف ينشغلُ؟
سأسكبُ كلَّ طاقاتي
ببحرِ الشعرِ أنفعلُ
أغرِّد في سماءِ الشعر (م)
أنهر من سينتحلُ
أعبِّرُ في تفاصيلي
عن الإنسان أرتجلُ
وأشكو من صباباتي
بلفظي ثم أنفتلُ
تغادرني عذاباتي
على أكتافها عِللُ
فتصفو النفسُ من ألمٍ
ويتركُ روحيَ الخللُ
أنا بالشعرِ مجنونٌ
ومهووسٌ ومُخْتَبِل