همسات في الحياة الجزء الخامس
خلفان بن ناصر الرواحي
(١) يَعلمُ المَرءُ أنه مسيَّرٌ في هذا الكون بتدبير خالقه، ويعلمُ يقينًا ضعفَ رأيِه إذا سعىٰ جهدَه في أمرٍ يريدُه ويُحِبُّه ويراه خيرًا؛ ويسعى إليه مجاهدًا فيصرفُه الله عنه إلى غيرِه مما يحسبُه دُونَه أو يكون مكروهًا له، ثم يُبصِرُ ويدرك أنّ الفائتَ المطلوبَ هو شرٌّ لو بُلِّغَه لكان وبالًا وحسرة عليه وربما على غيره أيضًا، فليعلم كلّ مِنّا أنّ تقديرَ اللهِ له خيرٌ وبركةٌ وسعادة، وأنّ في الأقدار أسرارًا ربانية غيبية مخفية لحكمةٍ وبتدبيرٍ ربانيّ عجيب…
(٢) نعم، قد لا نجد الفَرَج في قارعة الأمل دائمًا؛ فيجمعنا ﷲ به في نهاية طريق اليأس، وقد يأتينا العطاء من الباب الذي تجرّعنا منه مرارة الحرمان، وربما وجدنا النجاة كامنةً بين أسباب الهلاك، وقد نعبر على جسر البلاء لندرك نعمة العافية؛ فلنتدبر عظمة وتدبير الخالق، ونعظِّم شكر نعمته، ونزداد يقيناً بأننا لسنا مخيرين بإرادتنا وحدنا وبسعينا فقط، وإنما مطالبون بالسعي لتحقيق الأمنيات بالتوكل على الله والعمل.
(٣) هكذا هي حياتنا نعيشها، يُخيّمُ الليلُ على الجميع ويهيمُ كلٌّ منّا في وادِيه، ثم تشرق الشَّمسُ ونحن بينَ غانِمٍ وغارِم. إنَّه التَّوفيق وتدبير مصرِّفُ الأمور.
(٤) نصيحة، لا تطلب الحاجة من الشخص مرتين، فالأولى لك معزة، والثانية قد تراها لك مذلة.
(٥) من المعلوم أن الورد لا يقول إنه محتاج للماء، إما أن تسقيه وإلا سوف يموت بهداوة، وكذلك البشر؛ فقد لا تشعر بقيمة الحي إلا إذا فقدناه أو قد مات وودع الحياة.
(٦) بعض الأشخاص نتجاوز أخطاءهم؛ فقط لأننا نخاف فقدانهم، فكما يقال: “الأقوال للكل والأعمال للمخلصين الصادقين…”
(٧) عندما يكبر الإنسان يكتب بقلم حبر وليس برصاص كما كان طفلًا؛ وذلك حتى نعلم أن محو الأخطاء لم يعد سهلًا في كثير من المواقف…!
(٨) هناك أشياء جميلة لا ترى بالعين المجردة ويراها -فقط- من يبحث عن الجمال في زحمة البشر، فالجمال جمال الجوهر لا بالمظاهر وحدها…