الضيف الكريم..
محمد سيد توفيق
قد سمعنا عن كريمٍ
يخدم الضيف ويُقري
يصنع الإحسان خبزا
والشرابَ العذبَ يُغري
يُحسن استقبالَ ألفٍ
لو أتوا من كلّ قُطرِ
بابتسامِ الحرّ يَلقى
كل وجهٍ دون نُكْرِ
مثلِ وجه البدر يمحو
ليلَ بؤسٍ قُربَ فجرِ
مثلِ نور الشمس يُنهي
كلَ تدبيرٍ لغدرِ
غير أنَّا ما سمعنا
عن سخيٍّ شِبهِ نهرِ
مثلِ ضيفٍ حلَّ عندي
ظلَّ بالخيرات يسري
يُكرم المليار منا
دون تقييد بعصرِ
بل تخطى كل حدٍّ
يُطعم المحتاجَ يثري
دون بخلٍ يعتريه
مرَّ دهر بعد دهرِ
يغمر الأركان جودا
يمحو فقرا تلو فقرِ
حين يستوصي العباد
كان في لطفٍ وصبرِ
ينشر البِرَّ صنوفا
في ربوعٍ حق قدرِ
فاستحق المدحَ دوما
يكتنفه كلُّ شكرِ
إنه شهرٌ كريمٌ
قد تلاه عيد فطرِ
ذاك ضيفي يا صديقي
أنتظرهُ طولَ عمري
كلَّ عامٍ جاءَ غضَّاً
عبأ النفس بطُهْرِ
إن يدم عندي شهورا
أصلح الرحمن أمري
ودِّعوهُ بالعطور
من رياحيني وزهري
أخبروه: لا يفارقْ
من كلام الناس شعري
كي يَزينَ القولَ عندي
إن أباح القومُ عذري