العيد قديماً في قريتي (حلة الكحاحيل)
عصماء بنت محمد بن سعيد الكحاليه
مع أول أيام عيد الفطر المبارك، أعاده الله علينا جميعاً بالخير والبركات، أجدنى أستدعى شريطاً طويلاً من الذكريات، بعضها سعيدة، وبعضها الآخر دون ذلك. وكحال الكثير منا، فإن أسعد ذكريات العيد، تكون تلك التى عشناها فى الطفولة، وفى حالتى، أضفت قريتي الحبيبة حلة الكحاحيل، سعادة إضافية لتلك الذكريات، خاصة فى أيام الأعياد وما يسبقها من تحضيرات، في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، كان تبدأ احتفالات العيد في قريتنا حلة الكحاحيل. زينة تعم الساحات العامة، أنوار تضيء الأحياء، وأطفال حول نسوة الحي لتحضير كعك العيد”. وبيع المكسرات، وغزل البنات وغيرها ذكريات العيد في قريتنا. وقد “تبدلت الأوضاع، ولم يعد العيد في أيامنا هذه يشبه الأعياد السابقة، الأوضاع تبدلت كثيراً”. وتحطمت البيوت ورحل أهلها، وتفرقوا في دروب الأرض.
في طرقات قريتنا، حكايات ترويها أجيال سابقة. ففي الأيام الثلاثة الأخيرة من العيد قديماً في الحي يعمدون نصب ألعاب ترفيهية بسيطة في ساحة عامة، مدن ترفيهية بسيطة، قوامها بعض المراجيح. يقصدها أبناء الحي للعب فيها”.اليوم تبدلت هذه المظاهر، ولا نجد في منطقة شعبية أو حي سكني تلك المراجيح”، “أتذكر في طفولتي، كيف أستيقظ باكراً، أرتدي فستان العيد، ومن ثم أتجه إلى بيت جدي؛ لأخذ العيدية، وبعدها أذهب مع أقاربي إلى تلك المراجيح للعب حتى ساعات متأخرة.
اليوم آتية إلى قريتنا باحثة عن تلك المعالم ولا أجدها، الله درك من أيام كانت البهجة عنونها!
ورغم تباين الذكريات التى حملتها معى من أيام الأعياد، واختلاف مذاقها، وفقاً لظروفها الزمنية والمكانية؛ فإنها تظل كلها أيام بركة وفضل من الله، أدعوه أن يعيدها علينا، وعلى بلدنا الغالية، دوماً ونحن فى أمن وسلام ورفعة.