تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

مقال : التباشير حكاية كل صيف

مهنا بن صالح اللمكي

النخيل تلك الارواح المزروعة والام الصامته كانت حنونة على بعضها البعض وعلينا نحن البشر أمدتنا بكل مانحتاجه من غذاء وظلال ومتطلبات الحياة آنذاك وعاش من خيرها الغني والفقير.
في شهر ابريل من كل عام ننتظر اعلان اول بشارة قيظ من ولاية معروفة بالسلطنه لكون عوامل الطبيعه تساعد في إنضاج هذا المحصول اسرع من الولايات الاخرى رغم ان الفارق احيانا ليس كبير ولا يتعدى الشهر ونصف….هذا الامر ربما لا يعني جيل اليوم كثيرا فقد سدت التكنولوجيا كل الفراغ ولم يعد متسع لقضاء بعض من الوقت لمعرفة الطبيعة ومكنوناتها..اما نحن جيل الامس قد اجبرتنا الظروف تلك الفتره على ان تكون النخلة جزأ من طفولتنا وكأنها فرد من العائله فقد أمضينا أجمل أيام العمر تحت ضلالها الوارفه فلا غرابة أن تعيدنا هذه الاحداث كل عام الى تلك الايام الجميله حيث كنا نسير منذ الصباح الباكر ونحن نحمل الإناء الصغير (الدلو) الخاص بنا لنلقط مايسقط من ثمار النخيل وهي في بداية القيظ..كنا نعرف مزارع حارتنا والمزارع المجاورة ضاحية ضاحية ونعدد اسمائها رغم تعقيدها وكثرتها كانت العابنا المنتقاه مما توفره الطبيعة لنا لم تكن داخل الجدران المغلقه وتحت التكييف ورغم قساوة الغربي كنا نقضي جل وقتنا فيها… قبل أيام زرت تلك المزارع متتبعا خطوات الحنين حيث اكتشفنا الحياة لأول مره وادركنا تفتح العمر حولنا لاول مره وفي تلك الحقول الكثير من ذكرياتي الصيفية…
واليوم لم تعد علاقتنا بالنخله كتلك العلاقه السابقه المتبادله على الحب والعطاء كنا نسقيها بعرقنا وحبنا وتعطينا أجود ماتملك حيث دخل الأجنبي بيننا ليلغي الحميمية والعشق الذي يربطنا بالنخلة…. فهل يعيد النخل دروس العشق وهو المسكون بالنبض فسلمنا قلبه للغريب واكتفينا بتمره يقطفها بأصابع لا تشبه أصابعنا تلك المغروسه في طين الأرض وهل يسعفنا ماتبقى من العمر لنعيد صياغة تلك العلاقة من جديد واقول لكل نخلة اتذكرها ولا تذكرني علميني كيف أحبك من جديد.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights