ستبكي السعادة قريباً
فاطمة بنت راشد الشبيبية
ثمّ يحنُو اللهُ على عبدِه،
يراهُ ويعلمُ سريرَته،
يمسحُ على قلبهِ ويغمرهُ بالرّضا،
كأنه لم تحدث لهُ أيّة مشكلة،
وكأنّ كلّ ما أوجعه ما كان وما حدث.
يارب،
وأنتَ علّامُ الغيوب،
كل أمورنا عندك وبحكمتك،
فسهّل أمورنا،
واقضِ حوائجنا،
واجعل قلوبنا راضيةً بقدرك،
مُسلِّمةً لكَ كل الأمور.
كم هوُ أمرٌ صعبٌ أن يخاف المرءُ من عدم قبول دعائه.
ولكن:
لن يضيعَ عند الله شيء.
حتى حزنك عندَ رؤيتك لمن حولك قد بلغوا أمانيهم وأنتَ تشتاقُ لتلكَ اللحظة، لن يضيع عند ربك.
ارتعاشُ صوتكَ وأنتَ تطلبُ تلكَ الدعوة.
سؤالُ حالكَ الدائم وأنت تنتظر إجابته.
كل هذا لن يضيعَ عند الله.
حذارِ أن توهمَ نفسك أنه ليسَ لكَ قيمةٌ عند الله،
فأنتَ أعظمُ وأكرم مما خلق.
لدعائك،
تهتزُ أبوابُ السماء وترتعد
لبكائك.
تتسارع الملائكة في دعائها لك.
ولعلّهم قد حفظوا أمنيتك فأصبحوا يدعون لك بها.
لكلٍّ منّا ابتلاء لا يشبهُ أيّ ابتلاء.
ولكلٍّ منّا عطاء لا يشبهُ أيّ عطاء.
ولكلٍّ منّا صحيفةُ عمل لا تشبهها أي صحيفة.
وكذلك لكلّ منّا حياة لا تشبهها أيّ حياة.
فلا تُطِل البكاء أبداً.
اترك هذهِ الدمعات لوقتِ الإجابة،
لتسكبها بغزارةٍ وأنتَ ساجد، تبكي من فرط السعادة وجمال الجبر.
فعند الله خزائن السماوات والأرض، وتذكّر دائماً:
(أنا عند ظنّ عبدي بي) أخرجه أحمد.