ما لنا لا نستوعب؟
يعقوب بن حميد المقبالي
دائماً ما نلاحظ غياب الاستيعاب عن أنفسنا في أكثر من مجال، فمعظم الناس ينصبّ تركيزهم على جَنيِ المال من أيّ مصدر كان، حتى وإن تطلّب الأمر الخِداع والمكر والكذب والنفاق، أعاذنا الله وإياكم جميعاً.
هنا أحلّ الله تعالى لنا البيع والشراء في حياتنا اليومية بدون أن نتاجر في ما نهى عنه سبحانه وتعالى، ولا نخلط الحق مع الباطل أو الحلال مع الحرام لكي نكون فقط من الأثرياء المعروفين في المجتمع.
“اعمَل لدنياك كأنك ستموت غداً” هذه هي القاعدة التي يجب أن نجعلها نصْب أعيننا، نعمل بكفاءة وإخلاص ومعاملة طيبة مع الآخرين، لا نبخس أثمانهم حتى نأخذ ما رزقهم الله تعالى في هذه الدنيا عن طريق البيع والشراء الخادع لهم.
فلنراقب الله في بيعنا وشرائنا، ولنكن المثَل الأعلى لأجيالنا القادمة، لنجعلهم يتّصفون بالأمانة وسماحة المعاملة في البيع والشراء، ولنذكّرهم أن الكسب الحلال هو غنيمة من الله تعالى، تتنزل فيه البركات وتتكاثر فيه الأرزاق.
ومما كان لنا أن نحدوا ونجعل الناس هم الذين يصفوننا بالصفات الجميلة، حيث لا بدّ للإنسان أن يتأثر بما يفعله أخوه الإنسان، ولا ينجرّ لتقليد صفات ذلك المخادع عندما ينظر إلى ما جمعه من أموال في هذه الحياة.
نقول لهذه الفئة: لا تقلدوا التقليد الأعمى في أعمالكم وفي تصرفاتكم مع الآخرين لأجل طمع هذه الدنيا، كونوا صادقين مع أنفسكم وفيما تتعاملون فيه مع الأنفس والأطياف الإنسانية، لكي يبارك الله لكم في أموالكم ويجعلها لكم ذخراً ورصيداً لتدخلوا بها جناته العليا.
وعلينا أن نقتدي بما كان يفعل السلف الصالح في تعاملهم مع الآخرين في البيع والشراء لننال رضى الله تعالى وحبّ الناس بتعاملنا وبصفاتنا الصادقة معهم.
هنيئاً لمن راقب الله في أفعاله وحركاته وسكناته وفي بيعه وشرائه وفي معاملاته بشتى أنواعها في هذه الحياة الفانية، التي لا توازي عند الله جناح بعوضة.