قصص وروايات
أبي..
مريم بنت زايد الشيدية
أصبحَ مكانك بيننا فارغٌا،
بتُّ أتذكر كيف كانت تلكَ الأيام بوجودك.
كيف كان المنزل يعمُّ بضوضاء الأطفال والكبار.
كيف كان الضحك بيننا والأحضان.
تلك الأحاديث الجانبية والبسمات، لن تغيب عن قلبي،
حتى صوت الأذان كم هو جميل حينما أسمعهُ بصوتك.
حتى القرآن الذي تتلوه، كان رائعاً، يحملني إلى عالمٍ آخر.
لم أنس ولن أنسى حلقة القرآن، كانت بينك وبين إخوتي، كم هي جميلة، وحينما أسمع الأصوات
أستمع لها وأنا مرتاحة جداً.
أبي، لقد تغير كل شيء بعد رحيلك حقاً.
لم تعد حلقة القرآن لها وجود،
والضوضاء أيضاً ليسَ لها وجود.
وكلُّ تلك الأيام لا مكان لها أبداً..
تركتَ أثراً طيباً ورحلت، تركته بقلبي.
بات قلبي يتذكرك ويشعر أنك حيٌّ في مكان ما.
أتمنى لو أن الأيام تعود حقاً، ويعود كل شيء قد رحل.
رحمك الله يا نوري وضيائي.