مقال : البريمي كأنها الأمس
مهنا بن صالح اللمكي
على حافة الأيام والسنوات ، والعمر المتقطع كخط قلم كاد ينفذ حبره ، وأنا أدخل عامي ٤٣ أسئل عن بقية لم تأتي بعد، وعن حلم عانده الأمس ، وبعد ١٤ عام من الانقطاع أعبر إلى البريمي وفي المخيلة صديق قديم رحل وفي قلبي له باقة من شوق وشجن لم يمهلني القدر لأسعد بلقائه، ولكن ماتبقى من الاصدقاء القدامى في تلك البقعة الجميلة لا يزالون يضعون ورداتهم في الروح لتتفجر عبقا تشعل الحواس بعطر من حنين وشوق وشجن برائحة الامس المعتق ،والروح سابحة في ملكوتهم .
البريمي وجدتها كما تركتها ، شوارعها ومبانيها وحتى متاجرها القديمة ،بأستثناء المناطق الجديدة والتي كانت أراضي بيضاء،، إمتدت فيها المباني الجديدة حالها كحال معظم المحافظات وبعض المباني الحكومية الجديدة .
لازال اولائك الاصدقاء القدامى أوفياء وأنقياء القلب كما عهدتهم ،فالذهب لايصداء ،قضيت معهم ليلة على ضوء القمر أستعيد بعض الذكريات.
غاب فلج الصعراني دهرا من الزمان وعاد منذ عامين تقريبا ،حيث بعودته أضاف للحياة حياة، أتسامر معه ليلا ،ويخبرني عن تلك التي كانت واحة ذات يوم يرتوي منها العابرين ومحطة القادمون والمغادرون لأداء مناسك الحج والعمرة،وأسواقها التقليدية بجانب حصنها وآثارها القديمة لازالت تنبض بالحياة ،وتنتعش في بعض المواسم بمنتوجات محلية تجلب من المناطق العمانيه.
تلك خواطر عابرة عن بلدة عشت بها وتفاعلت مع مكنوناتها فترة من الزمن وعدت اليها من جديد ،
ففي الأمكنة مالا يحصى من مواجع وافراح يشعلها الحنين ،كأن للمكان روحا تعيدنا اليه كلما تذكرناه.