مقال : نساء من ذهب وأخريات من قرطاس …
حمد بن سيف الحمراشدي
ليس غريبا أن يعبر القائل الأم مدرسة اذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعلاق.
فالأم أو الزوجة هي اللبنة الأساسية في بناء أسرة قوية صالحة مع توفر الزوج القادر على تحمل أعباء واجباته تجاه زوجة صالحة وأبناء بررة بارين ونافعين لأنفسهم وأهليهم ومجتمعهم الذي يتكون من مثل هذه الأسر المثالية التى تحتاجها المجتمعات لتقوى بها وصلاح الأسرة دينا وخلقا وتربية وصبرا للحياة هي من تحمل في أركانها ألامال والأمان.
ولما كانت الزوجة أو أم الأسرة هي الأساس في كل شي إلى جانب زوج أو رجل صالح همه الأول والأخير حياة أسرته ويسعى بقدر ما يستطع أن يجعل من أسرته هدف أساسي ويكون مثالي لأبنائه وعزيز وغالي أمام أعين زوجته ومن حولها لتشعر بالأمان والآطمئنان ٠
ولما تقدم ومن خلال ما نستقرأه من ملاحظات هنا وهناك وما نلمسه من شجون لدى البعض فأننا نجد نساء كالذهب وحينما أصف تلك النسوة الأمهات الزوجات بالذهب أنما أشير إلى تلك الصفات التي يتصفن بها تجاه بيتهن وأزواجهن من أحترام وتقدير وشعور بالنعمة التي يعشهن بها وفيها ويعملن على راحة أطفالهن في كل شي سواء تعليم السلوكيات الحسنة والأخلاق الحميدة وتوفير ما يحتاجونه من مأكل ولو كان بسيطا الأ أنها تجتهد بقدر ما لدى الأسرة أن توفر وجبات أطفالها وزوجها في يسر وفي كل الوجبات دون اللجوء إلى ما يؤتى من طعام من خارج المنزل من محلات ذات علاقة دون معرفة الإنعكاسات الصحية السلبية لذلك الطعام او الخبز أو ما شابه فالطفل والزوج حينما يشعر ويرى أن ملكة البيت هي من يأكل من طبخها فيشعر بالراحة ويشبع من المتيسر والقليل فالبعض من النساء الأمهات الزوجات شغلهن الهاتف والمسلسلات والنوم وصار الكسل او ما يعرف ( بالعجز) يستولى على قدراتهن وأمكاناتهن وما تعلمته في بداية حياتها بمنزل أهلها وما كانت تخطط له قبل الزواج وتنس حينما تكون في موقع المسؤولية فليس أصعب أن أجد ذلك الشاب الذي قابلته في أحد المحلات وهو يبحث عن نوع من الخبز لآطفاله بدلا من نوع كذا وكذا وملئ بالخميرة وأصبح غير مقبولا للمعدة مع أستمرار أكله فدخلت معه في الحديث عن الخبز وأنفجر ليفرغ ما بداخله من شعور وأقلها كما قال حريم الكسل والعجز صرنا نشتهي خبزه على طريقة آباؤنا ولم نجدها في البيت وتخلت النساء عن ما عرف ( بالطوبج) ولم يعد في بيوت الكثير من الناس..
فهذا النوع من النساء صار شبيها بالقرطاس يخفن من حرارة الطوبج والفرن وطبخ الرز ويفضلهن أن يقفن في سياراتهن أمام المطعم لشراء غداء او عشاء لأطفالهن وأن تعذر ذلك أشك أن لا غدا ولا عشاء لأسرهن وقد يرى البعض أن ذلك فيه شي من المبالغة ولكن هي حقيقة عند بعض النساء القرطاس اللأئي يخفن من ريحة البصل والثوم وحرارة القدر وشراء الأطعمة المعلبة وكما يقال الجاهزة للأكل هي في حد ذاتها مكلفة لميزانية الأسرة مهما كان الدخل .
نعم علينا مراعاة أسباب تستدعي أن نلجأ لشراء الطعام الجاهز من خارج المنزل في حالات كالمرض لا قدر الله. وجود ضيف. مناسبات اجتماعية ذات أهمية في العلاقات الأسرية والمجتمعية أما أن تهمل الأم أدارة بيتها وتنظم حياة أسرتها وتكون هي الملكة التي تريد أن ترى رعيتها في حياة سعيدة فعليها أن تخرج من عباءة الخمول والكسل ولاغرابة أن يحدث الطلاق في حال أن تكون حياة البعض من قرطاس..