مريم بنت عبيد الشكيلية
كنت أنتظر أن تسألني ككل مرة ما أخبار قلبك؟
رغم كل هذا الذي نكتبه لا شيء يعيد إليك توازنك أكثر من تلك الأحرف القليلة التي تستيقظ معها ملامحك بعد ضجر مرعب…..
لم تأتِ الليلة الماضية كما يشتهي قلمي بعد أن تسلقت الأبجدية فوق وسادتي كجيش يشق طريقه فوق ألغام الورق ولغم الأسرار المخبأة تحت ظل نبض….
عندما أنظر إلى فراغ السطور أشعر بتلك الوحشة التي تنقض على عظام صدري كأنني فقدت زحام المفردات التي تضج بها طرقات ورقي وهي تجوب الأزقة الضيقة وصوت فيروز يختلط مع أبخرة الخبز ورائحة القهوة المطلة من شبابيك المقاهي الباردة…
هذا الصباح أعاد إلي شعوراً كنت قد فقدته منذ ثلاثة صباحات مضت.. كانت الشمس تمد ظلها خلف باب أبجديتي الغارقة في أحلام اليقضة…
إن كل ما أفعله الآن هو إنني أسمح لتلك الأفكار المخيفة أن تعبث بفكري وتكتب مصيري بحبر أسود حالك لا ضوء فيه… وأنني أتخبط أجر قلمي خلفي على طول سواحل الورق دون توقف…
