قصص وروايات
كيف أبدأ؟
هداية بنت مبارك الجنيبية
سلاماً طيباً،
ولستُ أدري ما أقول بعد،
كيف أبدأ؟ وكيف أنتهي؟
ودوّامةُ الأفكار دون حدّْ،
وكل ما في داخلي
ذكرياتٌ، فيها شعورٌ بليدٌ، يمتدّ، وضميرٌ يُلقي عليَّ بعض ما لاقيت.
كيف أبدأ؟
وكل ما مضى وما يمضي بعد غدْ، لا يعود بنداءٍ، أو صراخٍ يرتدّْ.
لا يرجع الغائب باشتياق،
لا يبقى الرفاق،
لا يلمح العائد من سفره
بمن مرَّ في الزقاق.
كيف أبدأ؟
سلاماً طيباً وبعد،
الأرقُ – يا أمّاه- ذئبٌ ساغبٌ سفَّاك،
يطارد الأحلام كيفما بدت،
يختلس النظر من الشبَّاك،
ويسكن الجسد مخذولاً
دونما حِراك.
هل يذكر الليل ساهداً مشجوناً، لا يسأم الشجن؟
هل يذكر الليل ساهداً تاه في أذنابه؟
أمّاه،
لمن نثرتُ هذه السطور؟
أيُّ عابرٍ متأمل يقرأها؟
جفّت الأحبار، ونفدت الأوراق،
ومحجري عنيدٌ لا ينام.