2024
Adsense
مقالات صحفية

تغذية النفس

حمد بن سعيد بن سالم المجرفي

وسط زحام الحياة وزخم الأحداث والمواقف تجتاح المرء كثيرً من الظروف، فهناك من تتولد لديه القدرة الإيجابية لتخطيها وبعضهم الآخر يصبح ضعيفًا أمام تيارات الحياة حتى يصاب بالخيبة؛ وهذا ما يزعج المرء ليصبح تحت وطئة الإخفاق، ولا من معين له سوى النهوض بنفسه من أجل نفسه، فمتى ما صمدت أمام متغيرات الحياة وغيرت نظرتك من أجل أن تعيش تستطيع أن تعيش وبكل أمان؛ لأن للحياة معطيات، ولعل هناك من يؤمن بهذه المعطيات قادر على مواجهة الحياة والصمود أمام الظروف، ناهيك عن النظرات السلبية، ومن يفجر طاقاتها ويغرس بداخلك سهام الخوف والتذمر لإضعافك حتى تخور قواك أمام تلك التحديات وإن كانت بسيطة، فلا تتصنع الخوف ولا تتصنع العواطف من أجل الملاطفة، وعليك بأن تتبع القول: ” إذا لم تكن أداة بناء، فلا تكن معول هدم، وإذا لم تسطع أن تكون سببًا في إسعاد شخص ما فلا تكن سببًا في تعاسته “.

وهناك الكثير من الأمثلة التي ينصاع إليها المرء ليصبح حيًا وبلا حياة، ولعل أبرزها: حين تنوي على فعل ما هو خير لك يأتيك من يسلط عليك ويقوم باستعطافك ليس حبًا وإشفاقًا عليك ولكن من أجل إحباطك وتحطيم آمالك وأحلامك، قائلًا: “لماذا تكدح وتجهد نفسك.، لا تصنع كذا.. أنت تعمل فوق طاقتك.. عليك أن ترتاح فلست معمرًا بهذه الحياة.. اهتم بنفسك غدًا ترحل ولن يرافقك فى قبرك ما بنيته فى الدنيا.، حين ترحل ما تركته يستفيد به غيرك”. جميع تلك العبارات محبطة، فهل يا تري قائلها قد توقف عن صنع مستقبله وتحقيق ما يصبو إليه! وهل توقف عن البذل والكدح ! ولماذا قام بالبناء وشراء الأراضي وامتلاك العقار وهو على علم بأنه شيء زائل في الحياة؟!

لذا علينا بأن نبتعد عن العبارات المحبطة، وعن الأشخاص السلبيون، وأن لا نقزم أفعال الآخرين، وهناك الكثير من الأمثلة التي أصبحت تتناقل عن الأشخاص ويروج لها الأشخاص السلبيين، ولو رجع الإنسان إلى نفسه وفكر قليلاً وخاطبها بلغة العقل لوجد بأنه لم يأتِ إلى الحياة عبثًا، وإنما جاء ليعمرها، فمن الأخطاء بأن ينظر الإنسان لعيوب الآخرين وأن يقزم أفعالهم، ولعل هناك أحد الأسباب التي تجعل الشخص يفقد ثقته بنفسه وتكمن في شيئين أولهما الغيرة، وثانيهما: الحسد، وهذا ما يقتل المرء، فمن يبصر بقلبه ليس كمن يبصر بعينيه؛ لأن أعمى القلب لا يرى نفسه، بينما أعمى العين لا يرى الآخرين، وهنا الفرق في النظرة السلبية والإيجابية، فمثلًا هناك قائد إحدى المركبات طلب من أحد زملائه باصطحابه إلى مكان ما وتوقفا ليتناولا بعض المأكولات فى المركبة، وأثناء عودتها في اليوم الثاني جلس قائد المركبة ينظف مركبته من الداخل فوقف على بعض الفتات المتناثر من الأطعمة التي تناولاها وأخذ ينتقد صاحبه في بعض الفتات المتساقط على الكرسي ويلقي كلماته البذيئة، وإذا تفاجأ بأحد أبنائه وبعفوية يقول له: “ألا تلاحظ بأن الذي قد تساقط على كرسيك أكثر بكثير عن الذي قد تساقط على الكرسى الذي جنبك”، فهنا كانت الصدمة للأب صاحب المركبة على أنه نظر على الكرسى الآخر وتجاهل النظر على الكرسي الذي يجلس عليه.
لذا عزيزي عليك بأن لا تنقاد إلى السلبيات، وعليك بأن تكون أكثر إيجابية لأجلك، ومن أجل أن تعيش سعيدًا.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights