شريفة بنت راشد القطيطية
القادمون من أعماق الأصول ملأى حقائبهم جهدا، يهمسون بأطراف الحذر يقدمون الخير في أطباق من ذهب، يغسلون القلوب من تعب ووهن وقلة حيلة، يغمدون تعبهم في وسائد الغلس ويتركون ٱثارهم في سحر الفجر، يقدسون الخطى للمساجد متشرفة هامتهم بوحي الفلاح وسجودهم مؤرخ بالدعاء .
الكريم الذي تشتد هممه الآتية من براح الخلود، متمكن من عذب اقتسام الخير على سجادة من الياسمين يشذي بها قلوب الفقراء وأعينهم التي تمتد ذرعا للأماني، خالد بالطهر والنقاء، يخلط الجهد بالعهد ويُشهد الله أنه أدى الأمانة بكل إخلاص، يأتي بالأحلام ليحقق لها طمأنينة غريبة يرهب بها العجز والحاجة، حين تشرق شمس جبينه يصل الشعاع لمراسي الهيام ويرأف بالحديث ويصمت، مناضل حين تبدأ الغِرار بالمثول لساحة معركة قائدها الشرف وأستاذها سيد الحكمة سليل الخصال الطيبة.
حين يطرق الفقر بابك وهو مبتسم ترحب به وتشد على يده بعد السلام أن يدخل لتناول القهوة وقطعة سكر !، يرتاح لك ويعدك صديقا وحبيبا لا يريد التخلي عنك، وتطول زيارته ويعد نفسه فردا من أفراد الأسرة، ويكتسي عبقا لنفسه ويرسخ علاقته بأركان البيت، ويأمرك بالتخلي عن البهرجة والمظاهر، ويقنعك بالرضوخ والرضا والقناعة وأنت راض مكتمل الرضا، ويداك غائرتان بالدعاء والشكر والحمد لله.
السماء تأتي على هيئتك مبتسمة كليلة عيد.. وأنت سعيد على تتويجك حرا منقادا لشرفة ورود على عتبة الدار، زائر مرحب بك بأية حال، الإيماء بالامتنان يشتري عدة عقود ويقدمها إليك مغلفة بإكليل ثقة، وسنوات من الغربة في هذه الحياة مدركة بفضل أولياء النعم نقدم مزايا العماد والاجتهاد، ونعدو على غير قصد لعرض شريط محزن قد يثقل مشاعرك لتهطل غيث حنين ولمسات وطن يمسح الدمع بمنديل افتخار ليسمو على هيئته أسطورة فذة وعنفوان وصال، أعدك الواعد الراعد الذي يقتسم الطيبة في الليالي الماطرة.
