الزهايمر، والحاجة إلى تعاون عربي مثمر
خولة كامل الكردي
يُعد مرض الزهايمر من الأمراض التي يُطلق عليها مرض العصر، حيث أصبح يبرز بشكل لافت في المؤتمرات واللقاءات الطبية، وما زال إلى الآن لم يُكتشف علاج ناجع لهذا المرض، والذي يصيب خلايا الدماغ بالضمور، وسببه المباشر: قلة التروية، أي عدم وجود إمداد كافٍ للدم لتلك الخلايا، والتي ستؤدي بشكل مباشر إلى موتها ودخول المريض في حالة خطرة جداً قد يفقد بها حياته.
مرض الزهايمر أسبابه كثيرة ومن أهمها الأمراض المزمنة: كمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض. ومع تقدم العمر يكون الإنسان لديه قابلية للإصابة بمرض الزهايمر، إذا كان من أولئك الذين لا يمارسون النشاط البدني والذهني، أو لديه أمراض مزمنة، أو التعرض للصدمات النفسية والعاطفية والحوادث، تؤدي بشكل أو بآخر إلى داء الزهايمر، وأيضاً العوامل الوراثية من الأسباب الرئيسية للإصابة بالزهايمر.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن حوالي ٤٥,٥ مليون من المصابين بالخرف في العالم، وأن ٥٨٪ يعيشون في البلدان منخفضة الدخل ومتوسطته، وهذا يستدعي أن تتضافر الجهود العربية للحد من انتشار هذا المرض، والذي يؤثر على حياة المصابين به، فيصبحون عاجزين عن القيام بالمهام اليومية، حيث أن هذا المرض يؤثر في القدرات السلوكية والأدائية للمريض، ويعرضه لنسيان الأحداث والوقائع التي حدثت قريباً، وعدم إدراك الوقت والمكان وصعوبة التعرف على المقربين، بل فقدان التعرف على الأهل والأقارب.
مما لا شكّ فيه أن التعاون العربي المثمر في مجال الرعاية الصحية لمرضى الزهايمر من الأهمية بمكان لمساعدتهم على تخطّي الأوقات الصعبة التي يعيشونها، ولتوفير سُبل الاعتناء بهم ووسائله ورعايتهم في مشافٍ خاصة لهم، وقبل كل شيء الوعي الجمعي بالتعرف على أعراض هذا المرض وطرق محاصرته والحد منه. لكن لوحظ أن من ابتلاهم الله بهذا المرض يحتاجون إلى رعاية أسَرية حثيثة من المحيطين بهم، والتواصل الاجتماعي المستمر يعدّ أحد العلاجات المهمّة التي تساعد المريض على مقاومة المرض والتخفيف من وطأته.