2024
Adsense
مقالات صحفية

مقال : السبلة العمانية

في ذكرى الاسراء والمعراج ندعو الله ان يلهمنا التوفيق في بناء وطننا وينعم علينا بالوحدة الوطنية ويخرجنا من التعايش إلى العيش المشترك

حمدان بن سيف الضوياني(ابو سعود)

بنى العمانيون السبلة قديما ومن فترات طويلة ولا استطيع ان احددها بزمن ولكن وبلا شك ما قبل الاسلام بقرون، وبني العمانيون السبلة بما لها من بعد اجتماعي وتربوي وقبلي ووطني، ولاشك ان السبلة العمانية سابقا كانت متواضعة في البناء والشكل ولا يتجاوز مساحتها بين ٣٠-٤٠ متر، ولعل العديد منها لم تبنى بالمواد الثابتة ولكن كان لها دورا ايجابيا وفاعلا في المجتمع ان كان في اللقاءات اليومية او للحالات الطارئة او لحل العديد من المسائل الاجتماعية التي تنشأ في المحلة او القرية او في المنطقة، واصبحت مرجعية للجميع، وان جاء الضيف نجد الجميع يهب مرحبا في اكرامه واذا داهمهم امر ما سارع الجميع الى السبلة ودارت الاحاديث والحوارات والمشاورات حول الوضع الناشيء وبما جرت عليه العادة يترأس الجلسة الاكبر سنا واكثرهم قدرة لمعالجة الاوضاع.

اما اليوم فالسبلة تطورت في البناء والشكل في جدرانها وسقفها واثاثها ومرافقها الخدمية وفي مساحتها في البناء، ولكن بقيت بعيدة كليا عن السبلة القديمة لانها لا بعد لها اكثر من البناء والاثاث، واصبحت وامست مغلقة الا للعزاء، ولعل في الفترة الاخيرة ظهرت لنا السبلة بمجلس العزاء وارتبطت السبلة بهذا الاسم الحزين وبعد العزاء يغلق المجلس وينتظر ان يموت احد منا حتى يفتح للعزاء
فإذن مفهوم السبلة فرغ من محتواه ومفهومه الاجتماعي والتربوي والوطني الانساني، وقد تسابق الناس لبناء المجالس واصبح من المجلس الى المجلس مجلس، واصبحت مساحة البناء لهذه المجالس بالاف الامتار والتكلفة بمئات الوف الريالات، ومن الغريب هذه المجالس ذكورية لان النساء لا نصيب لها خارج ولاية مسقط ومطرح

ومن المؤكد انا لست عند عودة السبلة القديمة التي تجاوزها الزمن لان تلك الابعاد التي قامت عليها تلك السبلة اليوم حل محلها الحداثة والتطور والتقدم ونحن لسنا اليوم بحاجة الى فزعة القبيلة او نصرتها ولسنا بحاجة الى حل نزاعات الرعي والاحتطاب والمياه او حل خلاف وقع بين قبيلة واخرى فإذن نحن بحاجة ان تكون السبلة اليوم تواكب العصر والحداثة والتطور والتقدم الذي طرأ على الوطن من ١٩٧٠م الى تنوير المجتمع بالفكر والثقافة وان نلتقي ولدينا العديد من القضايا الاجتماعية الوطنية التي يجب ان نناقشها وان تتناولها السبلة الحديثة في تلك اللقاءات مثل انتخابات مجلس الشورى والمجلس البلدي ومفاهيم وقيم ومباديء المواطنة…فلنعمل لعودة السبلة الينا ونعود اليها وبحلتها الجديدة لمواكبة العصر والتقدم

وتبقى عمان ارض الحياة والعطاء والعيش المشترك والمحبة والسلام وهي الانفع والاصلح لنا جميعا في تطورها وتقدمها.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights