السرُّ في مكتبة
أنيسة بنت رزيق الرحبية
سادَ الظلام ليلتي
وأضاء القمر عتمتي
وزاد البرد برودتي
وأثلج الشتاء غرفتي
أوقدتُ جهاز التدفئة
ولبستُ الثقيل من الثياب
وجهزتُ بُردتي بقربي
وكأس الشاي الساخن بجانبي
كانتْ هذه مشاهد أرويها من عند مكتبتي
بأحداثٍ تتكرر كل ليلة
قبل أن أذهب للسرير قاصدةً النوم
أجلسُ قُبيل النوم
أناظرها مكتبتي
وأتأملها كتبي
أحتار في الاختيار
وأوشك على الانهيار
فالوحدة موحشة
والأنس نريده في الجلسة
ماذا سأختار؟
ففكري محتار
ذلك وذاك وهذا، كلها حسنة
وتلك بالرّف العُلويّ مذهلة
أزالت مني الغربة
وأخذت عني الكربة
أغمضتُ عينَيّ
ورفرفتُ بيديّ باحثةً عن أُنسٍ جديد
فوقعتْ يداي في الزاوية اليمنى
فحضنته ذلك الكتاب
الذي برؤيته سُرّ القلب وذهبت الحيرة
فتلك الوريقات أقلبها
بحسٍّ في الكلمات التي أقرؤها
الكتاب أزال عني فزعتي
وأخذ مني فراغاتي
آنس الوحدة
مؤتي الحكمة
جالب الرفعة
جامع العلوم
كاسب الفنون
عالم للتعارف
مدينة للتطور
بحر للخيال
كل الجمال وجدته أنيسٌ في رفوف مكتبتها