محمود بن خلف بن ناصر العدوي
أصبحت السياحة الرياضية إحدى الأدوات الهامّة للترويج السياحيّ، كما أنها تُعتبر رافداً من ورافد تنشيط الحركة الاقتصادية، لذا نرى أن ثمّة تَسابُق محموم لإقامة بطولات ومسابقات رياضية مختلفة، منها على سبيل المثال: (كرة القدم، التزلج على الثلج، تسلّق الجبال)، فهي تجمع بين المتنافسين في المجال الرياضيّ، وبين المحبّين لمشاهدة هذه الأنواع من الرياضة، فهي فرصة سانحة للالتقاء بنجومها، وأخذ صور تذكارية معهم.
وفي الجانب التاريخيّ والثقافيّ، فالسياحة الرياضية تساهم في نقل وتعريف القِيَم والمبادئ المجتمعيّة وما تحتويه من إرث تاريخيّ مادّي كان أو معنويّ، من خلال زيارة الأماكن التاريخية، والحديث مع أفراد المجتمع.
وفي هذا الصدد فإن ولاية الرستاق تمتلك مقوماً هامّاً لمثل هذه السياحة، يتمثل في المسارات الجبلية والتي من شأنها أن تكون محطّ أنظار الكثيرين، لإقامة مسابقة المشي الجبليّ، وتكون وجهةً سياحية.
حديثنا اليوم يتركّز عن المسار الجبلي الذي يمتدّ من منطقة (عيني) وانتهاءً بمنطقة (العلاية) الذي يمتد لأكثر من 6 كيلو متر. حيث يمكن استغلال هذا المسار لإقامة مسابقة (المشي الجبلي) كنشاط سياحيّ ترويجيّ للولاية، تكون الانطلاقة من منطقة عيني باتجاه منطقة الظاهر، وعند الوصول إلى هذه المنطقة يتمتع المتسابقون براحة قصيرة، بحيث يتم تجهيز المكان ببعض الاستراحات، ومن بعدها يواصل المشاركون المسير باتجاه (المعنتية) ثم يواصلون المسير باتجاه (العلاية) لتكون الجلسة القريبة من فلج (الميسر) هي المحطة الثانية للاستراحة، ليستمع المتسابقون إلى نبذة عن تاريخ فلج الميسر، وكذا عن جامع العلاية الشهير، وتعريفهم بعملية توزيع الحصص المائية التقليدية بمشهدٍ تمثيليّ.
بعدها يشقّ المتسابقون طريقهم باتجاه القلعة وهُم يستمتعون بالمناظر الخلّابة للمزارع المحيطة بالطريق، وعند وصولهم إلى قلعة الرستاق تكون فرقة الرستاق للفنون الشعبية بانتظارهم لتقديم بعض العروض الفنية الشعبية، مع وجود مرشدين سياحيين يقومون بتقديم تعريفٍ عن تاريخ القلعة وما تحتويه من شواهد تاريخية، بعدها يؤخذ المشاركون في جولة إلى منطقة قصرى التاريخية وزيارة متحف البيت الغربي.
بعد الانتهاء من هذه الزيارة يواصل المشاركون المسير باتجاه عيني لتكون وجهتهم الأخيرة هي عين الكسفة، وهنا يمكن أن يتمتع المتسابقون بحمّام ساخن يعيد لهم الحيوية والنشاط.
