سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

“كأس الخليج أبعد من مجرد كرة قدم”

حمدان بن سعيد العلوي
مدرب في الإعلام والعلاقات العامة

انتهت بطولة كأس الخليج “خليجي 25” والتي أقيمت في البصرة العراقية، حيث أثبت أشقاؤنا العراقيون نجاحهم في احتضان أشقائهم الخليجيين، فالبطولة خارج إطار كرة القدم، وإيجابياتها كثيرة بالرغم من تشكيك بعضهم في أن البصرة غير قادرة على استضافة “خليجي 25” بسبب الخوف من عدم السيطرة على الأمن، وتوفير الأمان للوفود المشاركة؛ إلا أن أبناء الرافدين أثبتوا عكس ذلك فكانت صدورهم رحبة، فتحوا بيوتهم للأشقاء، والقصص التي نُقلت لنا هي ليست من نسج الخيال بل واقع ملموس لكل من خطت قدماه أرض العراق، أحرجوا الجميع بحفاوة استقبالهم وكرم الضيافة العربية، وسيتعبون من يأتي بعدهم؛ إلا أن أبناء الخليج جميعهم ولا انتقاص فيمن يأتي بعدهم لن يكونوا بأقل منهم، بل سيسخرون كافة الإمكانيات لإثبات جدارتهم، ومن خلال ذلك تبرز أهمية كأس الخليج التي توثق أواصر القربى بالمحبة والإخاء.

نعم تحقق الهدف الأسمى لمثل هذه البطولات والملتقيات؛ فهي ليست مجرد كرة قدم تتنافس عليها الفرق المشاركة، وليعلم من كان يظن أن البطولة أبرز أهدافها الفوز باللقب أن اللقاء وتجديد اللقاءات في كل الدول ما هي إلا لتوثيق الروابط الأخوية بين الأشقاء.

انتهت بطولة كأس الخليج وتركت أثرًا عميقًا لدى الشعب العراقي أولًا وباقي الشعوب ثانيا، فقد رسمت البسمة والفرحة في وجوه الأطفال قبل الكبار، ولمسنا ذلك من خلال متابعتنا للشارع العراقي، وشط العرب شاهد على ذلك حين اختلط فيه أبناء الخليج العربي، وتلك اللحمة العربية الخالصة بدون شوائب.

في هذه البطولة لا يوجد خاسر فقد حقق العراق العظيم لقبها وسعدنا جميعًا رغم أن ذلك كان على حساب منتخبنا الوطني؛ إلا أننا نرى بأن الأحمر العُماني كان بطلًا هو الآخر إذا ما تحدثنا عن أحداث المباراة النهائية.

هنيئًا للعراق التي لمت الشمل، وهنيئًا لأبناء الخليج العربي الذين سطروا أجمل معاني الحب والوفاء للعروبة أجمع.

أكرر وأقول؛ أنا لا أتحدث عن ما بداخل المستطيل الأخضر بل عن لقاء الأشقاء في هذا الجمع الغفير الذي احتضنته البصرة العراقية؛ فكان الترحاب وكرم الضيافة العراقية حتى آخر يوم للبطولة وحتى آخر يوم قبل المغادرة.

غادر الأحبة دارهم وبلدهم الثاني العراق وهم يحملون أجمل الذكريات التي سيتذكرونها بعد أعوام عديدة قادمة، وأنهم كانوا جزءًا وشريكًا أساسًا في نجاح هذه الملحمة التي رسمها أبناء العراق بكل فخر واعتزاز.

شكرًا لأهالي العراق والبصرة بالتحديد على ما قدموه لأشقائهم من دول الخليج، وهذا ليس بغريب على الشعب العراقي الأبي المناضل.

دعواتنا للأشقاء أن يسود الأمن بلادهم وأن تعود العراق شامخة بوحدة شعبها، فما عرفناه عن أبناء الرافدين من علم وحضارة امتدت لآلاف السنين، ونسأل الله أن يعود العراق كما عهدناه وكما قرأنا عنه في كتب التاريخ.

وهذه رسالة من سلطنة عُمان العظيمة إلى العراق العظيمة، وأقول هذه بلادكم فحافظوا عليها بوحدتكم ضد كل من أراد أن يزعزع أمنكم واستقراركم؛ فبيدكم نهضة بلادكم وبيدكم الحفاظ عليها آمنة لتعود للتقدم من جديد، فالخلاف لا يجلب إلا الفرقة والدمار، وكونوا متحدين، وبأيديكم تبنون أمجادكم لمستقبل باهر بإذن الله، وسنعود إليكم لنراكم أكثر أمنًا واستقرارًا وتقدما.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights