لمن يلجأ المسرحون عن العمل؟!
بدرية بنت حمد السيابية
ما زالت المعاناة تسيطر على المسرحين عن العمل، وما زالت الظروف الصعبة تقسو عليهم، وجميعنا نعلم ما معنى مسرح عن العمل، حتى وإن كان تُقدم له مساعدات أو ما يسمى بالأمان الوظيفي، فهو مبلغ لا يتماشى مع متطلبات الحياة العصرية، ومع غلاء المعيشة، فعلا هناك معاناة صعبة جدا، ولا يشعر بها إلا هؤلاء المسرحون عن العمل، كثرة المصاريف أرهقت كاهلهم، وأزهقت سعادة أبنائهم وأسرهم، وظل اسم مسرح عن العمل شبحا يطوف حول أعناق هؤلاء المسرحين.
وما زال سؤالي معلقا في ذهني، حينما سُرِّح هؤلاء المسرحون عن أعمالهم، ألم يفكر من سرَّحهم كيف يسددون قروضهم للبنوك؟ وكيف سيديرون دفة حياتهم اليومية؟ وكيف سيعيشون مع الأيام القادمة مع غلاء المعيشة؟ لم يكن هناك حل حتى اليوم لتفادي ثغرات هذا التسريح؛ فهذا المُسرَّح عن عمله أليس من حقه العيش في رفاهيات وطنه والتوغل في خيراته بجهده وعمله؟! أنا هنا لن أتحدث عمّا نعاني منه من سلبيات هذه القرارات، وربما هناك أسباب خاصة لن أخوضها وأسردها في مقالي هذا.
ولكن هؤلاء المسرحين يحتاجون من يقف بجانبهم، فهناك جهات كالفرق الخيرية، فعلا قدمت كل ما تملك من تخفيف معاناة هذا المسرح عن العمل، ولكن إلى متى؟! ستُستنزف المساعدات الإنسانية والخيرية لهم، فهذه الفئة المسرحة عليها التزامات اجتماعية ومالية شهرية، مثل بقية الموظفين العاملين في المؤسسات الأخرى تجاه مصاريف السكن، والخدمات، والقروض، والتعليم والصحة، وغيرها من الالتزامات. فلم يكن في بال هؤلاء الشباب بأنه سيأتي يوم سيُسرّحون فيه من العمل، ويواجهون المعضلة في حياتهم العملية بهذه الصورة.
ولكن أتى هذا اليوم الذي لم يكن في الحسبان، بنوا آمالا وتطلعات من خلال وظائفهم، اجتهدوا فيها وبذلوا قصارى جهدهم للتغلب على متطلبات المعيشة، وها هم اليوم يعانون كما ذكرت سابقا، فهم بحاجة إلى وقفة المجتمع معهم، وشخصيا على يقين بأن حكومتنا الرشيدة وقائدنا المفدى -حفظه الله ورعاه- لن يرضى بما يعانيه المواطن المسرح عن عمله، وكلنا آمال وتطلعات لتحقيق الأهداف المرجوة وتذليل العقبات، وإيجاد حلول منصفة لهؤلاء المسرحين عن العمل، وتكون هناك عدالة لهم من حيث توفير الوظائف والنظر في أمرهم بأسرع وقت ممكن.