أصوات من السماء….
مريم الشكيلية
عندما يتسلل إلى مسمعك ذلك الصوت الذي يدخلك إلى عوالم خارج حدود الزمان …
تهطل سلسبيل كلمات الأذان إلى صحراء روحك؛ لتعيد الحياة إلى بساتين نبضك …
ليست أبجدية صماء حين تنتشلك تلك النغمات الروحانية التي تهمس في تفاصيل مسمعك …
تلك المفردات، وكأنها تتنزل عليك من سماوات سابعة؛ لتطفو بك نحو فضاءات مطمئنة…
تنتزع منك تلك التراكمات الدنيوية التي علقت بك حتى أثقلتك؛ وكأنك تزيح أطنان من وزنك، حتى يخيل إليك كأن على مقاس جناح فراشة روحك تحلق بلا حدود …
صوت الأذان عندما يصلك خمس مرات كأنه دواء بوصفة ربانية؛ لتعيد توازنك في حياة كل تفاصيلها تشدك نحو تفرعات طرق ومتاهات…
يذكرك ذلك الصوت بأنك تقف على أرض مستوية حين تسمح لخلايا جسدك بأن ترتشف رحيق الصلوات…
عندما يغزو ذلك الصوت مساحاتك الخالية كأنك ترتوي من التلال الزمردية، وتمتلئ روحك من الأضواء النورانية …
ذلك النور الذي يفترش وجهك وأنت تدخل محراب تفكرك بتلك النسمات الآتية من صوت الأذان …
على سجادة صلاة، وتسابيح وسلسبيل دعوات تلامس السماء وقار روحك.