ميمونة بنت علي الكلبانية
حزنتَ كثيراً حتى لم يعد للحزن ملامح، ظلت الغيوم طوال هذه المدة محتضنةُ السماء تود أن تواسيها وتخفف عنها، ظل الليل مرافقاً هذه الروح الصغيرة؛ لكي لا يستمع إليها المارة؛ فيدعسوا قلبها ويستغلوا ضعفها، ظل العالم يظلم الظلام بدون أن يعرفوا ما بداخله، وما نيته وفائدته، ظلت كالغابة حياتها تحترق لوقت طويل، حينما رأى سكانها هذا الحريق هجروها مسرعين بعد أن احتوتهم جميعا، ورحلوا.
ظلت تسير بمفردها في هذا الطريق، إنها تسير بدون علمٍ بأن هذا الطريق ممتدّ إلى ما لا وعي وإلى ما لا نهاية، النهايات دائماً فى القصص سعيدة، فما بال هذه القصة تنتهي بتلاشي العالم بداخلها؟! تنجلي الغيوم، ويتراكم الظلام، وتعود راكضةً تحتضن نفسها وتحمد ربها، فإنها لم تكن ترى الخير أمامها، رغم بحثها عنه؛ فإنها في النهاية وصلت إلى آخر حرف من هذه الرحلة.
