تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

من الشخصيات المميزة والنادرة

حمدان بن سعيد العلوي
مدرب في الإعلام والعلاقات العامة

أحياناً تجرّني بعض العبارات إلى الخطأ، أكتشفُ فيما بعد أنني قد ارتكبت أمراً عظيماً، أعود بعدها لمعاتبة نفسي ولومها كثيراً، ودائماً أبادر بالاعتذار، وفي كل مرة أشعر بالخجل وكأنني سأفقد مَن حولي، لا أعلم ما هي الأسباب التي دفعتني لارتكاب تلك الأخطاء، هل هي زلّة لسان أتت مع سياق الكلام؟
أم فعلاً أنا لست مخطئاً وقد تطبّعتُ على لَوم النفْس ومعاتبتها في كلّ مرّة؟

برغم الحرص ومراجعة الذات قبل الحديث والدخول في أيّ حوار، إلا أنني أجد نفسي مخطئاً في النهاية.

ولكنّ هذه الأخطاء لا تأتي مع الجميع، بل تنحصر دائماً مع شخصية من الشخصيات، وهذه الشخصية هي التي أشعر وكأنني لا أستطيع إيضاح وجهة نظري بصورة دقيقة أمامها، هذه الشخصية اللامبالية لمّا أودّ أن أصِل إليه لكي تفهم وتعي ما أقول.

رغم ذلك كله فإن هذه الشخصية أكنّ لها كلّ الاحترام والتقدير، أسعى جاهداً لخدمتها مهما كانت الصعوبات ومهما تعرضتُ للإساءة.

هذه الشخصية من الشخصيات المقرّبة إليّ، مهما كانت ردود أفعالها جارحة في بعض الأحيان، إلا أنني أشعر بداخلها روح طيّبة نقيّة لا تتنفس إلا طِيباً واحتراماً وأخلاقاً رائعة.

أشعر دائماً أنّ من يمتلكون هذه الصفات في هذه الشخصية لهم عالمهم الخاصّ، فهم غير اندفاعيين، إنهم غامضون في أغلب تصرفاتهم، غير مؤذون، لا يحملون الحقد، ولكنهم يفتقدون كثيراً للوضوح.

تجبرك هذه الشخصية على الحفاظ عليها لندرتها وتميزها بالطِيبة الخالصة وحُسن التعامل، مهما أخطأتَ في حقّهم إلا أنهم متسامحون، وإن كانوا غير راضين عن تصرفاتنا، إلا أنك لا تشعر، فهم يرسمون الرضا على وجوههم لكي لا ترى وجوههم الآخر.

تجدهم كرماء في العطاء والتسامح، رغم كل المطبّات والمثبطات التي تواجه طريقهم في الحياة، يحاولون عدم إظهار مشاعرهم ويكتمون جراحهم.

لا يتحدثون عن أنفسهم كثيراً، ويظنّ الناس بهم كثيراً، يتعرّضون للظلم والتنمر من أقربائهم، يحسنون الظنّ بالآخرين دائماً.

رغم ما ذكرتُ من إيجابيات، فإن لهم أيضاً سلبيات، أبرزها: صعوبة الاعتراف، وغالباً ما يظنون أنهم دائماً على صواب، وأن غيرهم مخطئ، ولكن لا يُظهرون ذلك في غالب الأحيان، بل يحتفظون بهذا الرأي لأنفسهم.

إن كنت تعرف أحداً بهذه الصفات، فحافظ عليه ولا تخسر مودّته، وتحمّل من أجله، لأنه يتميز بنقاءٍ لن تجده في شخصياتٍ أخرى، وكُن حذراً من أن تتعمق معه في الحوار والجدال، فهو لن يبالي، وسيعتقد أنك مخطئ لا محالة، وعليك أن تتحمل ردود أفعاله، فهذه طبيعته واعتاد عليها ومن الصعب تغييرها.

هم يتجاهلون كثيراً، وقد تزعجك هذه الصفات ولكن كلما يتجاهلون تجاهَل أنت أيضاً، وابتعد قليلاً ولا تسألهم عن السبب، فقد تكون لأسباب يتحفظون عليها ولا يودّون الخوض فيها.

أبرز ما يميز هذه الشخصية هي كتمان الأسرار، فهم أفضل من يكتم أسرارك، وثِق تماماً أنهم يتميزون بالأمان، ولن تجد في صفاتهم الخيانة، فهم أوفياء دائماً.

لا تحاول فهم هذه الشخصية، فإنك لن تستطيع إلا بشقّ الأنفس أن تعرف عن عالمهم إلا ما هو يسير، قرأتُ كثيراً في عالم الشخصيات، وتمكنتُ من معرفة وتحديد هذه الشخصية لأخرج في مقالي هذا ببعضٍ من صفاتهم.

أنا لست متخصصاً في علم النفس ودراسة الشخصيات، ولكن لي اهتمام كبير، تمكنت من خلال البحث والقراءة والتقصّي من اكتشاف هذه الشخصية.

وأكرر، من يمتلك هذه الشخصية هو شخص نادر بصفاته، ومن له صديق يتميز بهذه الصفات فعليه أن يراعي كيفية التعامل معها، فهي شخصية رائعة جداً وجذابة تجبرك على احترامها ولكنْ من الصعب التأقلم معها.

علماً أن الصفات قد تتداخل بين الشخصيات وقد يصعب عليك التحديد أو التفريق أحياناً بين الشخصيات، ما إن تداخلتْ هذه الصفات فالبعض يملك أكثر من شخصية في آنٍ واحد.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights