الشيخ يعقوب بن حمد بن سليمان الحارثي في ذاكرة الوطن .. سيرة عطرة زاخرة بالعطاء.
حمود الحارثي
إن الكتابة عن شخصية مرموقة بقدر شخصية الشيخ يعقوب بن حمد بن سليمان الحارثي ليس بالأمر الهين ولا باليسير؛ لما لها من مكانة عالية رفيعة في ذاكرة الوطن أو فيما يختزله المضيربيون في قلوبهم من حب وتقدير كبيرين لهذا الرجل العظيم في كل شيء، وهنا كل شيء تختزل سيرة ومسيرة من العطاء الوطني والإنساني فلا يدرك قياس لعطائه الذي لم تحده حدود يوما، فعطاؤه ممدود متدفق منهمر مستمر كنهر يتدفق لأهل عمان عامة والمضيرب خاصة. ولا غلو إن وصفناه صدقا صادقا كنهر من أنهار الجنة، فهو جواد كريم على امتداد سنوات عمره التي قضاها في خدمة وطنه سلطنة عمان ومسقط رأسه المضيرب بولاية القابل بمحافظة شمال الشرقية، فمناقب هذه الشخصية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية حقيقة بأن تدون في صفحات التاريخ بحبر ماء من ذهب.
لقد عرفناه شيخا متواضعا وقورا سخيا وفيا، وكتابا مفتوحا وقلبا سليما تتوشح الأمكنة بزهو حضوره، وتتعطر اللقاءات بعبير كلماته، وعرفناه غيورا صادقا محبا مخلصا لوطنه ومجتمعه، فلطالما كانت المضيرب مسقط رأسه وأبناؤها في قلبه همّا طويلا وحملا ثقيل، وعرفناه شامخا كشموخ بيت البرج في قلب مسقط الصغرى (المضيرب)، ومجلس الحرث بقلب مسقط العامرة.
على الرغم من إقامته في العاصمة مسقط وكثرة مشاغله وارتباطاته العملية لطبيعة عملة في مجال الأعمال والاقتصاد؛ فإن المضيرب وأبناءها ظلت حاضرة في قلبه على الدوام مسخرا لها ولهم كل الدعم والعون والتمكين، وإن كانت شخصية الشيخ يعقوب غير محببة للظهور الإعلامي إلا أنه -لأمانة النقل والتوثيق التاريخي لهذه الشخصية الثمينة- من الأهمية بمكان ذكر وقفاته الوطنية والمجتمعية المشرفة على سبيل المثال لا الحصر منها دعمه في إنشاء وإشهار نادي المضيرب الرياضي، وما توالى بعدها من دعم سخي لهذا الصرح الرياضي والثقافي سواء قبل الإشهار أو بعده، ودعمه المخلص الأمين في إنشاء صندوق الأعمال الخيرية بولاية القابل الذي أوقف له في الآونه الأخيرة بناية سكنية تجارية بولاية إبراء امتداد لدعمه المادي منذ إنشاء هذا الفريق الخيري بالولاية ليعود ريعها لصالح الأعمال الخيرية لأبناء ولاية القابل، والذي يدار حاليا من قبل الفريق.
كما أن تشييد مبنى “ذاكرة عمان” بالعاصمة مسقط على نفقة الشيخ يعقوب بن حمد الحارثي الخاصة صورة أخرى يتجلى فيها سخاؤه، والذي رسمت ملامحه وأهدافه برؤية ثاقبة وفكر حصيف من شخصه الكريم، ينشد من خلاله “لصون التراث الفكري الوطني”، وما هو إلا تعزيز ودعم للمجال الفكري والثقافي ومساهمة ثمينة في صون منجزات الوطن العزيز سلطنة عمان وتاريخه وذاكرته.
كما أن الشيخ يعقوب بن حمد الحارثي عبر تاريخ حياته الحافل بالعطاء والإنجازات تقلد العديد من المناصب المرموقة في القطاع الحكومي والخاص، منها سياسية واقتصادية، كما أن له إسهامات مجتمعية يقينا ساهمت في إثراء هذا الوطن بالكثير من الإنجازات التي لا يتسع لها الذكر في هذا المقام.
إن سرد مناقب هذه الشخصية الوطنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية يقينا مطلقا لا يتسع لها حديث أو مقال أو مقام، وانطلاقا مما رواه أبو هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:” مَن لا يشكرُ النَّاسَ لا يشكرُ اللهَ”. (سنن الترمذي:1954) فهذا جهد متواضع للتاريخ، وإن اجتهدنا في بحثنا نؤمن بأنه قد غابت عنا أشياء لم نوفِّ –بغيابها- هذا الرجل حقه قصورا منا، فمكانة الشيخ يعقوب بن حمد بن سليمان الحارثي أعلى مرتبة ومقاما وصفا ومعنى.
ختاما، نسأل الله للشيخ يعقوب بن حمد الحارثي دوام الصحة والعافية والعمر المديد السعيد، اللهم آمين.