“صوتٌ أرشدني فهداني”
فاطمة الشبيبية
أيـا قمري وبحري،
أهلًا باسمكما بينَ أحرفي
أيّها القمر..
هل أتحدّثُ عن نقاء قلبك وصفائه؟
أو أتحدّثُ عن كرمكَ ولطفكَ وعطفك؟
ويا أيّها البحر،
ماذا عسايَ أن أقول في وصفك؟
هل أصفُ موجكَ الهائج؟
أو أصفُ عطاءكَ الواسع!
….
بحرٌ هادئ،
وقمرٌ ساطع..
كلّ الأنامِ في سُباتٍ عميق..
بقيتُ بِمُفردي..
أُطلُّ مِن شُرفة نافذتي،
يعودُ بيَ شريطُ الذكرياتِ إلى الوراء..
يعودُ بي؛
لِيقفَ بي عندَ تلكَ الأيّامِ الجميلة
التي كُنّا نلعب فيها بين جُدران حارتنا.
اشتقتُ لها كثيرًا.
فالعالمُ الآن أصبحَ بائسًا جدًا..
فجأة..
وبلا مُقدّمات..
سمعتُ صوتًا هامسًا يقولُ لي :
“لا تجعلي البؤسَ يقضِمك، فقلبكِ لا يستحقُ أن يحملَ كل هذا الكمّ من الحزنِ والبؤس، اتركي الحزنَ بعيدًا عنكِ، فالعالمُ تعيسٌ بما يكفي “.
عمّ الهدوء لأبقى بعدها لوحدي؛
أفكر في ذاكَ الصوت الهادئ..
الذي حرّك شيئًا بداخلي؛
لمَ اليأسُ والحزن ونحنُ ما زلنا نحارب؟!
نحنُ لم نخلق عبثًا.