رحلوا!
أنيسة بنت رزيق الرحبية
بقلم جياش؛ وقلب باكٍ؛ ودموع لا تكف عن النزف!
كتبتها والدموع تسرق مني كلماتي؛ كتبتها ونار الحنين تقتل مني إلهامي.
أمواتٌ..
بل في القلوب أحياء..
ذهبوا.
بل في العين ما رحلوا.
رحلوا.
فذكراهم دائما تبكي.
لم ننسَ.
ففي القلب كسرنا نخفي.
لم نبكْ.
بل في الدموع نغرق.
لم نحزن.
بل في الداخل نحترق.
آهٍ؛ من شوق يذبحنا.
في الدار فراغٌ يقتلنا.
آهٍ؛ من وجع يؤلمنا.
فلا البكاء يسعفنا.
فلا الحال ترحمنا.
رحلوا وليتنا معهم رحنا.
ذهبوا فيا الله ترحمهم.
الدار صارت من بعدهم هلعا.
والفكر صارت من بعدهم خبرا.
غادروا الدنيا في عجلٍ؛
وصرنا نبكي في عمر.
ابتعدوا فلا أنس من بعدهم.
تركوا القلوب حناجرًا تبكي.
ترثي الدموع التي بنا تحزن.
إلى متى؛ والموت يقتلنا.
ألا لهذا الحد يا موت أنتَ للبعد تفتعل.
فكيف لنا أن ندخل الدار التي؛ في الأرجاء ذكراكمُ تخفي.
فكيف لنا أن نطرق الأبواب التي؛ من أصواتكم تختبأ.
تعبنا؛ فالرحيل يأخذنا.
وتعابير الصمت منا تبدى.
آهٍ؛ كم من جرح لفراقكم ينزف.
آه؛ فكم من قلب منذ رحيلكم يبكي.
في ذلكم؛ أحرف يكتب!
فصعب علينا من الحروف أن نكتب.
وكل السياق من حزننا وبكائنا تقتل.
فرفقًا يا موت بنا.
لم يعد لنا في الدار أجداد.
فرفقًا يا حال بنا.
لم يعد لنا دمع نسكبه.
فرفقًا يا الله بنا.
فالسلوى والصبر نقتصد.
فرفقًا إن حان موعدنا.
فالموت حق؛ ونحن في هذا الحق نستسلم.
فالموت حق؛ ونحن في هذا الحق نتبع.