رفقاً بالقوارير
بدرية بنت حمد السيابية
قال الله تعالى: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق} الإسراء: 33.
تُبيّن لنا هذه الآية الكريمة النهي عن قتل النفس إلا بالحق.
منذ أيام قليلة سمعتُ خبراً قد أزعجني كثيراً عن جريمة قتل ضحاياها امرأتين لاحول ولا قوة لهما، سُلبت الروح منهما بالغدر، أين وصل بنا الأمر؟ أين عقول مرتكبي هذه الجرائم؟ مات الضمير؟
لقد أصاب الشلل فكري، وبحثت عن عذر، لِما فعله هولاء القتلة لتلك المرأتين، ولم أجد لهم سبب مهما كان ذلك السبب، ناهيك عن نشر الأخبار المزعجة في وسائل التواصل الاجتماعي، وكلٌّ يفسّر الأمر على هواه، ويسرد القصص الغامضة، فليس باليد حيلة غير أن نطلب من الله أن يرحمهما ويغفر لهما.
للأسف أصبح حمل السلاح والقتل سهلاً، وأصبحت الأفكار تتمحور حول عبارة واحدة وهي “الانتقام”، إذا كان الانتقام بهذه الصورة فلن نقول إلا: على الدنيا السلام. أخبار توجع القلب، تجعلنا نفكر ألف مرّة قبل الإقدام على عمل مشين وسيء، لا يتقبله المجتمع، ولا حتى أنفسنا، ففي النهاية هناك ربّ يحاسب عباده، كيف تسوّل له نفسه تنفيذ عمل إجرامي هكذا – ماذا سيجني من فعلته هذه؟
من المؤكّد أن ضعف الوازع الدينيّ، والتفكّك الأسَري والجهل بالقوانين والأنظمة، بالإضافة إلى الجرائم التي تُرتكب بداعي الشرف، فضلاً عن الأمراض النفسية وعدم وجود أسلوب لحلّ المشكلات، وأيضاً الضغوط النفسية والمادية.
فما بحصل يثير الرعب والخوف بين الأفراد، فلا بدّ من إيجاد حلول، والحدّ من هذه الجرائم البشعة.
لذلك لا بد من زيادة وتكثيف التثقيف المجتمعي، وزيادة الثقافة الدينية كتعامل وليس فقط كعبادة، والحد من انتشار المخدرات، والحد من نشر الجرائم على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها من الممكن أن تؤدي لزيادة حدتها، وربما تؤدي للجرائم بكل أنواعها، وأن تصدر قرارات صارمة من الجهات المعنية، وتكون العدالة حاضرة، وأن يعاقب كل مجرم عن فعلته وليعلم بأن الله حق.