صوتك أمانة
يعقوب بن حميد المقبالي
إن الناس يختلفون في معانيهم وأطباعهم ورؤيتهم للواقع العملي، وهناك رغبة وحركة غير عادية ينجرّ إليها الناس لظهورهم بمظاهر تجعلهم أعضاء فاغلين لأداء واجبهم الوطني تجاه بلادهم التي شربوا من مائها وتظلّلوا تحت سمائها، وترجلوا على مناكبها وأكلوا من خيراتها.
هنا يبدأ الحسّ الأمني للبلد من الذات الداخلية للمواطن، الذي ينظر بمنظور الأداء الأمثل لهذا الوطن وقدراته بمختلف أصنافها، فهناك قدرات تبيّن كيف تكون مواطناً مشاركاً، وكيف تحافظ على وطنك، وهناك مواطن يختار من يمثله أمام حكومته، ويجب علينا أن نتّصف بالمُثل العليا في عملية اختيار من يمثلنا، ونترك العادات القديمة التي لم تجلب للوطن إلا الانهيار، فليس علينا أن نختار هذا المرشح من قبيلتنا أو أن نقف بجانبه فقط لأنه من أهلنا أو من جيراننا أو من أنسابنا، أو كان من زملاء العمل، نعم أنا لا أعترض على الوقوف بجانب من تحب، ولكن لا تضحّي بالوطن وقدراته، فالوطن – خط أحمر – لا يجب المساس به، وعلينا أن نضعه في اليد الأمينة التي ستحافظ عليه وعلى ثرواته.
وعلينا أن نترك من يبحث عن السمعة والمنصب وفخامة الكرسي الذي يجلس عليه، ومن رغبته في أن يكون في الصف الأول عند إقامة الاحتفالات والمناسبات والشهرة والتباهي عند المجتمع، هذا إنسان نعتبره أنانيّ لا قيمة له لأنه لا يقدّر معنى الوطنية.
أخي وأختي الناخب والناخبة: اجعلوا صوتكم أمانة، لا تمنحوه لأي شخص غير كفؤ، أولاً ابحث وتحسّس عن ناخبك، وانظر وتمعّن عن ما قدّمه في ولايتك، لأن ولايتك تستحق من يأخذها للعُلى ويتابع أولوياتها، فالولاية بحاجة إلى كثير من الخدمات، والمجتمع الذي يعيش على ترابها متشوّق ليرى المترشح المثالي.
نعم ستقول لي هذا الناخب لا يستطيع عمل أي مشروع في الولاية، أقول لك نعم، هو لا يستطيع أن يدفع ريالاً واحداً من جيبه، وليس مطلوب منه أن يدفع من ماله الخاص، لكن عليه أن يتجول ويجتمع بأعيان وأفراد المجتمع في مناطق ولايته، ويدوّن ملاحظاتهم وطلباتهم ويسلمها للمختصين، ويناقش ويتابع لتكون أولويات أعماله هي كيف نرتقي، وسترتقي هذه الولاية بجهده واجتهاده وترابطه ومخالطته بمجتمع الولاية.
لأن الولاية إذ لم يقُم أبناؤها بها، سواء كانوا مترشحين أو ناخبين، فلن تتطور مهما كانت سمعتها، فهم أبناؤها الذين يطورونها، سواء بالكلمة الطيبة أو بالمشاريع التي تحتاجها أو باختيار من يمثلهم تحت أي قبة برلمانية تبحث وتخطط لهذا الوطن الذي يستحق منا أن نجعل عصارة جهدنا واجتهادنا لنروي به أرض الوطن المعطاء.
انتخب ناخبك بعد أن تعلم عنه في جميع المجالات، سواء كانت أخلاقية أو معنوية أو ثقافية أو أدبية أو اجتهادية، لا تجازف بهذا الوطن وتجعله بمثابة تراب ندوسه بأرجلنا، لا وألف لا، فالوطن عزتنا وكرامتنا وأملنا وراحة أنفسنا ونظر أبصارنا، فلنحافظ عليه ولنحافظ على علوّ شأنه، ولنختر الشخص المثالي الذي سينقل الولاية إلى الأفضل في الانتخابات المستقبلية، لنرقى به على هذا الوطن العزيز ونحافظ على مقدساته وعاداته وتقاليده المتوارثة أباً عن جد، ولنكن له الخط الأول للدفاع عنه في أي ظرف من الظروف التي تواجهنا، لأننا نتفاخر به، والوطن يعتز بأبنائه المخلصين الاوفياء.
دمتم ودام وطننا سلطنة عمان مرفوع الراية تحت ظل قيادتنا الرشيدة لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه- بالأمن والأمان والسلام والرخاء .