أسير البعثرة
شريفة بنت راشد القطيطية
البعثرة التي أحدثتها السنون تأخذ مسارا آخر وتخلد في حجري البعثرات، أيممها حين لا أجد لها الماء وأتوضأ أنا وأصلي، أستقبل القبلة داعية لتلتئم بعثرتي وتستحوذ الآهات دعائي، لا يمكن أن أكون أنا المخطئة دائما وأنتم الكهنة لا تخطئون، لدي إيماني القوي بالصواب ولديكم العجز، فلم تستطيعوا تفسير حلم فكيف لإبرام عهد صداقة وقلوبكم خشب لا يعكس أي ضوء؟ أعدكم أن أبعثركم وألملمكم من جديد لتكبروا بعظمة تلك القلوب النقية .
حين لم تسرع لإنقاذي لن أبطء في حرقك حيا ودون نار، لم يعد لها وطن، وستكون كأي وهم عاش ورحل وتبقى ذكراها نقشا على جدار القلب، وتذوب مشاعرها كالسكر في فنجان شاي وقت استرخاء، والغيم عقيم لا يجود، وعوالقنا وقت سجود، طاهرة لا ترتكب الذنوب، ومئات الأرواح تعدو ناحيتها كسراب وبخار ماء يتكثف لتمطر عيناها دموعا سوداء وولها معذبا، لديها خوافٍ ولديكم الوهم، لن تتوصلوا لحل معي .
القاسون الخاسر أفئدتهم، ملأى المكان وعطشى حناجرهم وقتلى، تخذلهم مساراتهم، ويعبدون الوقت ويخذلهم؛ لأن الوقت يعبد الله وأنتم حمقى، تأتي بك هي للحياة كإشراقة، وتبتهج كونك المنتظر وقتا طويلا، وتجعل منك جدلا للنساء، وتمتحن بك امرأة وتصبر كونك محطما من الداخل، ماذا أفعل لأجعلك الوحيد الذي لا تهزه المحن؟، ولا تنعس عيناه من وهن ولا يرضى بالاستسلام، ماذا لو كنت المترجم لحكاياتي ومداخل روحي؟، أتكون حين يأتي الليل بالحروب سيفا يقطع رأس الفجر؛ كي لا نصحو على وهم .
عمل صائب أن تتوقف بعثرتي بين يدك، وأبعثرك أنا بين يدي وأضحك، مضحكة هي الأقدار تجعل منك أسير بعثرة وأحمق تقرأ تعظيم أحلامي وأقهرك بها، وعظيمة تلك الخلوة بيني وبين نفسي، أعدك فتاتا للطيور وأغنية استقلال وحبور، لا تتركني بين يدي الوقت؛ إنه يراقب تحركاتي، ويتعقب تأملي، ويتحدى خجلي ويتهمني بالعنجهية، التي ستأخذك تحت مرآتي لتُخبر عني النساء كيف أعقد من بلاهتك الحمم، وكيف أطفئها في غدير تيقظي وغرامي؟