حصاب اليأس
عبدالله بن حمدان الفارسي
بهكذا فرح يكتنف قلبي مشاعر غير التي اعتاد عليها، سيدتي حين يتوسم فيك اللقاء، وتتسيد خفاياه هواجس بين الشك واليقين، تورثه قلق الموعود بما هو مأمول.
بالتأكيد لست الوحيد الواقف على عتبات قلبك، ولن أكون الأول ولن أكون الأخير ممن تشملهم طوابير الانتظار توددًا إليك، ولكن بعلم الذات والتيقن فأنا أصدقهم بأخلاقيات الغرام وآدابه.
أتساءل: ما ذنب قلبي عندما أُقحم في متاهاتك من غير عنوة؟ ولا حيلة لي حينما لامس نظري رائحة الجنان تنبثق من وجنتيك، وتملأ المكان أنْساً لتجوب مجراتك، تأسرني وتبهرني كلجة بلقيس.
يا وريث المشاعر؛ لمَ تجلدني يا قلب بسياط العصيان؟! أليس للعشق مأوى سواك؟ يا لقسوتك فقد أرهقتني ليس إلا لتسعدها.
يا سيدتي؛ محبرة قلبي قد جفت محاجرها بكاءً على باب الوعد، وأنين الشوق يفنيها يمزقها اشتياقًا إليك، كيف لي أن أبلل ثغر أحلامي من نهر لم يبقَ منه سوى حصاب اليأس.
كل الدلائل إيحاءات وإيماءات تكتسي رداء الأمل المفقود، لا عودة، لا لقاء على شرفات الزمن، احتساء الأمل سراب على قارعة الطريق إليك، يتربص اقترابي، يترصد خطى وقع نبضات قلبٍ تاه بحثًا عنك، أنتِ ما زلتِ ذلك الوهم الذي لن يتغير، ومع ذلك ستبقين قبلة لكافة اتجاهاتي.