قصص وروايات
بقايا أُنثى فولاذية
كلثوم بنت يوسف البادية
كالسفينة التي ضيّعت طريقها محملةٌ بالأحزان، يعلوها اليأس والخذلان، مكهلةٌ بالأوهام، وعيناها تتحدثان بلغة الدمع وعن زمنٍ لم يكن بالحسبان، خـيوط أحاسيسها مُتلفة، كقطعة سلسة خدشتها الحياة، جسدها مُنهَك، كاد يرمى به في الهاوية.
مستقبل باهت، وأمنيات انتهت صلاحيتها بالتلاشي، عواصف من الأسى حاصرتها من العبور، أُعدمَت حُريتها من النجاة، سيلٌ من الدُموع المبعثرة، تُذيب الجليد من من تساقُطها.
وحممٌ تصهر القلب إثر غيابٍ لا يرجو العودة، لو لمحوا أهل القبور لعادوا على قيد حياتهم وأنا استلقيت على سرير الرحيل أُراقبهم دون عقلي وهم يخلعونه مني عنوةً، هكذا بقيت على حالي أعيشُ مجردةَ الفُؤاد دون بقايا شعور.