2024
Adsense
مقالات صحفية

مساجينٌ بلا قضبان

عبد الرحمن بن خميس الغافري

لقد تبين لي أن ثمة فايروس جديد قد أرعَبَ البشريةِ لما يزيد عن عامين ونصف، غَلْغَلَ الخوَف في صدورِهم حتى بالكادِ يستطيعُ أحدهم الخروجَ خطوةً واحدةً خارجَ عَتبةِ البابِ؛ ذلك الوباء لم يُرعِب مدينة واحدة فحسب بل خيَّم ليلهُ على العالم أجمع.
بدأ الأمرُ من سوقِ المأكولاتِ البحريةِ والحيواناتِ في مدينةِ (ووهان) الصينية ومن ثم للعالم الخارجي، ولا يخفى عليكم أن عدد السكانِ في المدينةِ الصينةِ –ووهان- بلغ َحواليّ 11 مليونَ نسمة، عددٌ لا يستهانُ به ليُحدِثَ فارقاً جِذرياً في الحياةِ البشريةِ.
في الحادي والثلاثون من شهر ديسمبر لعام تسعةَ عشر وألفينِ للميلاد، أَعلنتْ السلطاتُ الصينيةِ عن تسجيل أُولَى حالاتِ الوباء.
كان الأطباءُ يتعاملون مع الوباءِ كأنه التهابٌ رئويٌ لا يستجيبُ للعلاجاتِ المعتادةِ.
ولم يمضِ وقتٌ طويلٌ حتى انتشر في البلدانِ الآسيويةِ مثل: تايلند واليابان، ومن ثم للدول الأوروبية.

شيئاً فشيئاً، بدأَ الأملُ بالتلاشي؛ حيث إنه ماتَ حوالي مليون شخصٍ على الأقل خلال عام واحد فقط من انتشارِه، وقد فُرضت إجراءاتٌ احترازيةٌ كثيرةٌ في محاولةِ منع انتشار الوباء على نطاق أوسع، تتلخص في: منع السفر من وإلى الدول، ارتداء الكمامات وأيضًا استخدام المعقم من حينٍ إلى آخر. ولا ننسى الحجرَ الصحيّ الذي ترك أثره الكبير علينا في شتى المجالات منها: المجال التعليمي والثقافي المُتمثل في التعليم عن بعد.
في حقيقةِ الأمرِ ورغمَ كثرة الطرقِ المستخدمةِ إلا أن الفارقَ الملحوظِ قد ظهَر مع اختراعِ اللقاحِ، ولم تلبثُ الدول إلَّا وقد تهافتت لشرائه، وكان مفعوله –بفضل الله ورحمته- مفيداً بنسبة 90%.
ومع وصولهِ لقارات العالم، استطاع تحقيق النتائج المنشودةِ وعادت الحياةُ إلى ما كانت عليه، وانتهى الحجر الصحي في الثاني والعشرين من شهر مايو لهذا العام.
ومنذُ ذلك الحين والتهاليلُ والتباشيرُ والسعادةُ تغمرُ قلوبَ الناسِ وخصوصاً المسافرين الذين عادوا لبلدانهم.
نحمدُ الله ونشكرهُ على انتهاءِ الحجر الصحيّ الذي كنّا فيه آنذاك مساجيناً بلا قضبانِ.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights