2024
Adsense
القصص والروايات

شهادة حُسن سلوك

طيبة بنت ناصر الرمحية

اقتربَ ناحيتي قائلًا:
أتقرأين؟!
– قُلتُ: نعم
رد عليّ: هل بإمكانك أن تقرأي المكتوب على وجهي.

ملامحي تُشير إلى الاستغراب، الرهبة!
أُتمتمُ بداخلي: أحقًا يسألني أم يمازحني؟!
نحملِقُ سِوانا في بعضنا بعضا.. لا أعلم أَأُنظم ضربات قلبي أم أُوقِفَ نظراتُ عيني أم أمسح احمرار وجنتي!

صرخ بوجهي ناظرًا، وقال: أَأنتِ خرساء يا آنسة؟!، أجيبيني.
أجبتهُ وقلبي يقرعُ بعنف: غيمةٌ حبلى على وجهك حانقة.. تودُ التخلص من الحِملِ الثقيل المُلقى على عاتقها، وآن لها أن تلد دمعًا سنُسميهِ مطرا.
أشاح نصف وجههِ عني، ثمّ رد بعدها بثانية.. ماذا؟!
– قُلتُ: نعم هذه الحقيقة يا سيد، أنا القارئة وأنت كتابي.
ثم أردف قائلًا:
– سؤالي الآخر: هل تُجيدين الكتابة؟
– قلتُ: نعم
– قال: أنتظرُ حروفكِ، انزفي حبركِ مثلما نزفت الغيمة الحبلى أثناء ولادتها لمطر.

كتبتُ حينها..
سيد مهجتي، سماء قلبي كانت فارغة إلى أن اقتربت حذوي أنت، يومها تغيرت فصيلةُ دمي.. تغيرت هويتي.. أصبح قلبي أكبر من كل الكواكب الشمسية.. دغدغتَ وتري الحساس…
يومَ أن مرّرت يدكَ على عنقي، ولامست يدي أطراف أصابعك حتى طارت نحو الفضاء، وضعتَ يدكَ على جرحي وألمي؛ شُفيَ وكأنك ضمادةٌ على وجعي، قبضتَ قلبي وجعلتهُ ينبض.. نبتت في أيسر صدري حديقة زهور…
“مجيئُكَ كان مجيء السلام لقلبي”
تضحك أنت؛ فيخضر بستان وجهي، يهدأ قلبي، تُحلقُ حمامة أعلى جفني، يهطلُ غيثًا داخلي.
وأخيرًا كتبتُكَ قصيدةً قُلتُ فيها:
الكونُ أنت لا بحرٌ ولا شجر
جنةُ الدنيا خداكَ لا غصنٌ لا ثمر
أستنشِقُ عطركَ يُخيل لي أنهُ قهوة بسكر أو كأس خمر
كافيةٌ هي تفاصيلك وكأنها ألبوم صور.

ثم قلت له: انتهيت، تفضل اطرح سؤالك اللاحق.
فرد معقبًا: أجبتني.. هل لي أن أستعير فاهكِ ككتاب أقرأهُ قبل أن أنام؟
أومأتُ أنا بنعم، ولكن دعنا نتفق بدايةً.. كان دوري في طرحِ السؤال.
طأطأت برأسك أسفل (إنها إشارة موافقة)…
حسنًا لِما كُل هذه التساؤلات؟!
رددت عليّ: مقابلة وظيفة عزيزتي…
هاكِ شهادة حسن سيرة وسلوك، تم القبول وباشري العمل غدًا على الحال.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights