شريفة بنت راشد القطيطية
الساقطون أرضا يتعافون من سقوطهم كغيمة لفظتها السماء، كقهقهة الرعد من برد الشتاء، كغرس نبت تماثل للشفاء، الساقطون ألما يتوعدون كالمطر يداعب خدود الورد بلطف، ويتعامل مع الطيب بعنف؛ كي لا يشذي القاسية قلوبهم، ويتعلمون صعوبة الفقد لحبيب زرع روحه في سمائه، الساقطون سقطوا ندما ووهما وحرارة قلب لم يتحملوا وهجه ومزاجه، وتواروا خلف سقوطهم يوما أو شهرا أو كمية وقت معلن، أثمر بالثبات وإطالة الغيم وحديث المطر، ليست النهاية بالسقوط؛ فهو بداية لشيء أجمل وكتابة لأروع قصة ستبدأ .
سآتي بنبضي من الغيم وسيحبه الجميع وسترحل أنت، المكان الذي يوجد فيه النبض لا يشملك، والحديث الذي يزرعه القلب لا يستضيفك، والمساء الذي كان يرغب في أحضانك لم يعد يسأل عنك، أتيت من رحم الغباء وأجهضك، ومسحت آثار نبضك فآلمك، لم تعد شيئا أعتز به، ولا روحا أعشقها من جديد، لك السكنى في الروح فالقلب صار بيتا مهجورا لا يصلح للعيش فيه، والروح ستخادعك حتى أطردك منها، الروح مقدسة لا يسكن فيها إلا الطهر وأنت نبض مدنس، عممت عليه بالفناء، الطاهرون فقط يسكنون الروح والقلب .
كان الغروب يحملك على أكتافي ونلعب بالظل، وكان يعبر بك أجمل منطقة في القلب مع حدود الشريان، ويغمس أصابعك في رطوبة جوي، ويغلق عليك في جوفي وننام إلى أن يأتي الصباح، كل المساء كان لنا بأشواقه وأعماله وأحواله ونجومه وعتمته، أسترخص الوقت لأظل معك وحين ترحل يظل طيفك معي يلملم بعض الآه، وما بقي من اللذة يجمعها لمساء قادم، لم يعد لتك اللحظات وقع على مخيلتي ولم أستقبل أحدا غيرك، حتى أصوات الليل عبثا تناديك، ظل المساء يحكي قصصا، وصار عقلك فارغا من أي مساء .
أقف على أعتابك هذة الليلة مودعة لك، لم يتبق لي شيء أناضل من أجله، لم يتسع لي الكون معك، ولم تأخذني إلى صفك لأكتب لك تكملة مشاعري التي أزهقت قبل الصبا، لم يعد لتوهجك داخل روحي معنى، وأي معنى لن يتوهج بروحك بعد اليوم، كسرت أدق نبرة في صوتي الذي ناداك كثيرا، وأسرت البوح الذي تخليت عن خجلي به لأنظمك قصيدة خالدة، وجملا غاية في الحسن، أخرجت ما لدي من امتنان وعبثت به، وعلقت آمالي على جدار مائل سقط مع أول نفحة، آه.. صادقة من قلب عشق للمرة الٱولى، اختبأت ولم تر تأوهي ومعاناتي، ومنعت سمعك أن يدخل صوت رعدي الذي تلاشى بالذبول، سأودعك قبل تناولي لجنوني الخامد تحت الجلد، والآخر يعبث بخلايا العقل، أكمل اختباءك؛ لأن جنوني ليس لديه عقل ولا قلب .
