معتادة هي اللحظات ..بدونك
شريفة بنت راشد القطيطية
مملوءة بالغرق وأنوي البقاء أكثر تحت الماء، ليتضاعف وهجي ويكون موتي مصدر سعادتي حين يتوارى الجسد سأهديك الروح بكل سخاء، وأعلق ذاكرتي في فناء البيت لتظل متصلا بأحلامك وتغرب الشمس على أطلال حزينة بينما واقعي أسوأ وخيالاتي مصدر رزق ! ، مملوءة بالتعجب لهوادتك التي تستمر في إغتيال شغفي وإمتداد حبي بحجم السماء وترتشف من صبري عليك وتعلق أنفاسي كأول الشهداء وكيف إغتيل على يد أخيه دون مكر، فقط تعالى عليه وسلبه الحق وظل بباطله الأسود وتحكم في المصير، وثقت قيدك وإمتلأت بك حتى الغرق وأمرت الماء أن يدخل أنفاسي ويطرحها أرضا، قد أبليت حسنا حين كشفت أوراقك بين يدي .
مغمورة بالحب لك كحقول الأرز ولا أنوي العودة إليك، ولا اتأمل عودتك التي إنتحرت تحت هجير الليل وإنفصام الفجر إلى سحر وشروق، معتادة هي اللحظات بدونك والقلب سأجعل منه سرج لي أمتطيه مع كل حنين، ولا أبرح أرضي وستكون خارج المملكة تشتم روائح أنفاسي خلف التلال وتتسلل ليلا كلص، لعلك تلقي نظرة على كيان نائم بسلام وأنت خلف النوافذ تلتقط الحلم وتعدو متأسفا لحين عودتك من جديد، تخالط خيوط الليل وتخنقك وترسم في رأسك أوهاما وتصدقها ولا تعد لي قهوة الصباح كما إعتدت وتضع لي عقوبة وتعاقب بها نفسك، أما أنا أصبحت أكثر جاذبية يلبسني البحر هدوئه عند نومه ويسلمني راية الهيجان حين يصحو .
متحدثة مع نفسي حين أجبرتني أن أتنفسك وأنت تحل قيدي وترحل، ، وأنا أرجعك بقوة وأطرحك أرضا لتتعادل المعركة، وأنفض الغبار عن يدي وأحمل قلمي وأكتب عن تفاصيل القصة، حين يتجرأ عليك الزمان ألقنه درسا لن ينساه وإمتطي كبريائك وإرحل، تعود أن تقتني العزلة وتتذوق السلام الداخلي لروحك التي أثقلتها وتماديت، حاول أن ترسم بين النجوم وجها جميلا وإكسر حاجز الصمت بتنهيدة خصبة و أخرج ذاتك للتنزه وضع يديك بيدها واعبر بها ملاذ الوقت، وحدق بأعين الناس وقل : هذه سيدي الجميلة .
تستنزفني لحظاتك وتدمي خاطري ويعتل المكان، لا وقت لدي لأشرح لك او تشرح لي أن الغرابة في الحب تنقصه وأن الشيء الذي لا يليق بنا لن نتوسده، تعلمت فرسك أن الجموح أصالة وأخذت نضج الشمس ونحتها في جليد العلاقة وتركت لك التوقيع.
ممزقة كل الفصول ومعتلة ومتباكية، تصدر أصواتا لتخيفني في المساء، ألم تدرك بعد أن المساء ينام في يدي ويتغطى بكتفي، أحنو عليه وأضمه وأعقد له ظفائر الدجى منتهية بخيط الفجر، ويقص علي حكايايات الشرق بين الصحراء والجبال والنخيل خلدت أجمل المشاعر وأطهر الخفقات، ما بالك أنت تأخذني بين السهول وحدائق الزنجبيل ومن ثم تعتل وتصافح الوداع كأنه أول المهنئين ، وتباشر في حقن قلبك بالهروب وتمتاز بنكهة الخذلان وتعود مكبلا بالخيبة، ثم تستقيم على التراخي بوجهك الأصفر .