2024
Adsense
قصص وروايات

رسالةُ استقالة

طيبة بنت ناصر الرمحية

إلى مديريّ العزيز…
إلى سيد القلب الماكثُ في غرفةِ مُهجتي قبل أن أخطو في تفاصيلِ رسالتي، هناك بعضُ الأمور التي سأذكرها لك ويجبُ أن نتناقش بها..
نعي جميعنا أن البدايات مع كل شيءٍ جميلة كبدايتي معك مثلًا، كالمرةِ الأولى في اللقاء، كاحتساءِ مشروبٍ معك، كتناولِ قطع حلوى برفقتك تشعرُ بالسعادة، كزيارةِ مكانٍ جديد، كذنبٍ كبير فعلتهُ دون عِلم أحد.
سؤالي لِم البداياتُ جميلة يا تُرى !!
جوابي البدايات رائعة لكنني في النهاية أنا المُذنبة…
لِما أنا المذنبة هل اقترفتُ خطيئة عندما تقوس فاهي عاليًا لحظة بزوغِ وجهك؟!
هل ارتكبتُ فاحشة عندما وضعتُ بعضًا من أنفاسك في قارورةِ عطِر لأستنشقك؟!
أهو جُرم أن أقول لك
“لضحكتك أثر توتٍ، وقلبيّ قميص أبيض؟!
أنا مِن أجلِ عينيك دنوت.. لمحتُ مُقلتيك الجميلتين فثمِلت..
صليتُ صلاتين
وتلوتُ سورتين
دعوتُ دعوتين؛
لأجلِ أن نظل حبيبين عاشقين…
قُلت لي: بأنني شبيهةُ القمر، رددتُ عليك: أحقًا أشبهُك؟!
يا وريدي وساريًا في شراييني:
هلاّ لك أن تبقي ستائر عينيك مفتوحة؟
بِها خمرٌ مُباح دعني أرتوي منه؛
فأنني ضمآنةٌ وبِمُقلتيكَ أرتوي وأكتفي
يا مُتلفَ آلامي…
أَلمْ تقول لي بأن ما بيننا حُبًا؟!
وبأنكَ ستكون لجُرحيّ مِرهمًا
وإن هزمتني الحياةُ ستكون لي صخرًا
أَلم يكُن الوعدُ أن نبقى دهرًا؟!
مالي أراك أصبحت وحشًا!
لو كُنت تعي بأن الحُب لا يعرِفُ شطرًا؛ لدنوت مني فعلًا لا قولًا..
يا سريّ اللذيذ..
لِماذا لا تأتي؟
فإني أرتعش، أني بحاجتك لألتحِف…
لِماذا لا تُفاجئني؟
تفتحُ الباب بغتةً؛ تتطايرُ ستائر غُرفتي فرحةً بِقدومك
لِم لا تُهرولَ إليّ؟!
فاتحًا ذراعيكَ نحوي؛ لأرتمي…
لِم ابتعدتَ عني هاربًا؟!
وأطلقت سراحي
أكُنتُ سهلة العبور؟!
أم أنني افتعلتُ جنايةً لا تُغفر؟!
يكفي إلى هذا الحد.. أنتهت حربي معك
أُقدِمُ استقالتي مع خالصُ الوِد
أستقيلُ من عينيك…

يوم الثلاثاء
• الساعةُ ١٢ صباحًا
• عِند مدخلِ غُرفتك

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights