الناس أجناس
محمد الزعابي
الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، وهو مضطر للتعامل مع مختلف الشخصيات في محيطه العائلي أو الخارجي، ممن يعيش معهم في نفس المنزل أو في الجوار أو ما هو أبعد من ذلك، سواء من يتعامل معهم في الطرقات أو المقاهي، أو الأسواق أو في محيط العمل.
إن الناس مختلفين في الخصال والصفات والطباع، والشخصيات والنفسيات كذلك. ولكل شخص منا ظروفه الخاصة التي تصل به أحيانًا لدرجة الإصابة بالعُقد النفسية، والتي تؤثر بالتالي على من يتعامل معهم، وقد يصيبنا بعض من تلك الآثار الجانبية؛ مما ينعكس بشكل سلبي على تصرفاتنا مع العالم الخارجي.
ويظهر لنا من خلال تعاملنا مع هؤلاء الناس مظاهرهم الخارجية، لكننا نجهل ما تخفي دواخلهم أو دخائل نفوسهم؛ فلكل إنسان تفرده وتميزه من طباع، وشخصية، وحالة نفسية ومزاجية.
وقد يكون البعض منهم قد تأثر بما حلّ عليه من غضب، أو ضيق مر به في الليلة السابقة، أو قد يتصرف الإنسان بطريقة تثير الدهشة لأسباب عديدة تجعله أحياناً يصب جام غضبه على كل من يصادفه أمامه؛ لذلك يجب على الفرد التفكير عند التعامل معهم، والمحاولة بقدر المستطاع لتفهم تصرفاتهم، ومراقبة انفعالاتهم ومعرفة سببها، لكي يتمكن من تهدئة انفعالاتهم أو امتصاص غضبهم في المرات القادمة.
ولقد كان لنا في رسول الله ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) في فن التعامل مع هذه الفئات أسوة حسنة، حيث كان يعامل الناس على ما يراه في نفسياتهم، فتجدهُ يلاطف الصغير والكبير، ويعفو عن المخطئ ويظهر حبهُ في تعاملهُ مع الناس.
فإن تأذيت من شخص متقلب النفس والمزاج، فعليك معاشرتهُ بالمعروف، ومصارحته بدون أن تجرح مشاعره، فإن لم يستجب لنصائحك فاتركه وشأنه حتى يستجيب، ولربما استفاد من الدرس الذي لقنتهُ له ومهدت له من أجل التغيير من تصرفاته وسلوكه وطباعه في المستقبل.
فلنحسن الظن في كل شخص نجدهُ أمامنا؛ فالناس أشكالٌ وأجناس.