عزيزي المستحيل، شكرًا لك
عصام بن راشد المغيزوي
ما أجمل الحياة! في صباحها ومسائها، في ربيعها وخريفها، حينما تمنحنا السعادة أو تسلب منا الفرح، ما أروع أيامنا! بسوادها وبياضها، عندما تبعث الأمل أو حينما تهاجمنا بمخالب اليأس. حياتنا في حقيقتها ما هي إلا فصول مختلفة، والناجح فيها هو من استطاع الاستمتاع بكل تفاصيل تلك الفصول، هو من استطاع أن يكمل رحلة بحثه عن أحلامه في لهيب صيفه وصقيع شتائه.
جميعنا نبحث عن النجاح، نسعى لطرق أبوابه، ولكتابة سطوره، ولكن غياب الدافع الحقيقي في بعض الأحيان يقف كحاجز بيننا وبين وصولنا لطموحاتنا. وهنا تكمن أهمية وجود حافز حقيقي؛ لتحقيق أحلامك. فوجود الحافز الحقيقي هو ما سيمكنك من الاستمرار في طريق تحقيق أحلامك، الأمر أشبه بنهر جارٍ، تعترض طريق جريانه بعض الصخور (المعوقات)، غياب المنبع أو انقطاعه (الحافز الحقيقي)، سيعني أن النهر لن يتمكن من التغلب على تلك الصعوبات.
ولكن كيف يُصنع الحافز الحقيقي؟ أو بكلمات أخرى، كيف نصنع نجاحاتنا؟ حسنًا، الأمر قد يختلف من شخص لشخص آخر، فلكل شخص منا طريق تفكير ودوافع تختلف عن الأشخاص الآخرين، وهذا الأمر قد يفسر سبب استمرار بعض الأشخاص في شق طريق أحلامهم، وتوقف بعضهم الأخر. أنا لست بصدد كتابة بعض الحقائق المُسلمة، ولكنني بصدد محاولة إيجاد حافز حقيقي؛ لتحقيق أحلامك.
المستحيل، تلك الكلمة التي لطالما ترددت في مسامعنا، ذلك الجدار الذي سعى لإعاقة تقدمنا نحو أحلامنا، قد يكون الحافز الحقيقي لنا؛ لتحقيق آمالنا.
المستحيل ما هو إلا طريق لتحقيق الممكن، ما هو إلا كلمة مثبطة في كتاب مليء بالكلمات المحفزة، ليس إلا عدوًا يدفعنا لإظهار أفضل ما لدينا في ساحة معركتنا، المستحيل هو الممكن إلا إذا أردت أن تثبت استحالته، هي كلمة لا تتعدى في تعريفها سوى كونها كلمة باطلة تم توارثها عبر الأجيال دون برهان مقنع. فالمستحيل هو السبيل الأسمى لتخليد النجاحات، فوصول رسالة الإسلام كان أمرًا مستحيلًا عن بعضهم، ونجاح البشر في الوصول إلى الفضاء كذلك؛ الأمر الذي خلد هذه الإنجازات.
جميع ما تحقق من إنجازات علمية عظيمة، وما سيتحقق في المستقبل تعرض وسيتعرض لحاجز المستحيل، وحدهم الأشخاص الذين يمتلكون إيمانًا تامًا بإمكانية تحقق أهدافهم، هم من تمكنوا وسيتمكنون من التغلب على ذلك الحاجز.
أنت كذلك، لا بد أنك أُخبرت عن بعض الأمور المستحيلة، وتم منعك من محاولة اكتشاف ما تُخبئه بعض الأبواب، وكل ذلك تحت كان تحت ذريعة المستحيل. لا تبتعد عن طموحاتك، مهما بدا لك أن تحققها يُعد أمرًا مستحيلًا، وتذكر أن خلف تلك الأبواب التي أوصدت بأقفال المستحيل، تكمن جنة الخلود لأحلامك.
امتلك يقينًا تامًا في قدرة إرادتك على رسم حدود جديدة لأحلامك، بعيدًا عن حدود المستحيل. فلا مستحيل أمام نفس مثابرة، ولا مستحيل أمام قلب تسري في أوردته دماء التحدي.
عزيزي المستحيل، شكرًا لك؛ لأنك تجعل من حياتنا مكانًا أجمل للعيش، لأنك تُلون لوحة بالسعادة، لكونك السبيل الأجمل لخلود قصص نجاحنا. عزيزي المستحيل، شكرًا لك؛ لأنك تمنحنا الفرصة للاستمتاع بمغامرة الحياة، لأنك تمنحنا نبضًا آخر لقلوبنا، لأنك تسقي أرضنا القاحلة بغيث من السعادة.
عزيزي القارئ، كن واقعيًا وابحث عن رحلة إلى المستحيل، ستكون رحلة محفوفة بالمخاطر، قد يصادفك الفشل في خطواتك الأولى، ولكن وصولك لهدفك سينسيك ألم عثراتك الأولى.
لا تتوقف عن الدفاع عن أحلامك، حتى وإن كان تحقق أحلامك أمرًا صعبًا في هذه المرحلة، آمن بذاتك، وارفع يديك للسماء، حينها سيبدو لك المستحيل كسحابة عابرة حجبت لوهلة شمس الحقيقة.