لأنك ..أديم أرضي ..
شريفة بنت راشد القطيطية
قوافلك المتجهة نحوي أضمها بكل ود، وأغسل وجهي بها وأستعيد الرؤى، كم كنت أخبأ لك باقات كثيرة من الغفران، وكنت أغزل لك آلاف الشغف، وأنتظر لهفاتك حين أسمع نغمات الروح تدق في قلبي، وأتعبّد في خطوط يدي وأحسب الأيام حتى تهدأ الروح، لديك خواص ذات بهجة، وإن آلمت القلب فلديك سراديب محبة وأهوال سفر، لدي حضن يثمر كل يوم باقة ورد ويترحم على الدموع التي ذرفت ويغرس بذور العشق ملأ الوجود.
كان العبث بقلبي أشبه بالموت البطيء يأخذ الروح ويعلقها بالغيم، ولها أن تسقط أي وقت، وكانت عزلتي كوخي الصغير الذي يقيني برد شتائك وعواصفك الصادمة، كنت كل يوم أتخذ من الروزنامة وشم في قلبي، وكانت مطاردتي لك هي أسلوب حياتي.
تغلق أبواب التعدي على هيجان دموعي وحرارة فؤادي، كنت أقتلع الشرايين وأغسلها من طهري وأعود أجففها تحت شمسك وأستظل بغرامك، كنت أعلم أنك مسافر لتأتي بعشبة الحياة لأشم أريجها وأستعيد عافيتي، وكنت على وشك الذبول ولكني اخترعت بسمات قادتني لأديم أرضك وعشت هناك أنتظر عودتك.
حين يثمر الغياب فوضى وفقد للسيطرة؛ يعلن رحيلك الباكي على فراقي اصطحاب مليون روح لأعذبها بذنبك، وأهتريء تحت وطأة غيابك كأول الصانعين للفوضى، أقلدك وأتعامل بك وأنتقم منك وأتشرف أن يزورني الغرور عليك وأشتاقك وأقهرك٠ أصنع لكبريائي عرش وأنام كل ليلة منتصرة وغائرة في جرحك، لقد كان غيابك لعبتي المفضلة. تعودت أن أبحث بين الحروف عني وأشهد إنتصاراتي ماذا تفعل بك، كم كنت أتوق إليك وأتجاهل الكبرياء، وكم كنت أقرأ آهاتك بين سطور غيابي.
أتت قوافلك مرة أخرى وكنت متأكدة من وصولها إلي، واثقة من أديمك الذي سيغذي هامتي ويريني انبعاث خفقاتي التي لم أشعر بها إلا معك، كنت واثقة من أن إختلاق المطر متكرر، وأنه ليس لفصل معين، إنه يأتي مع السحب الحبلى بالأرواح السخية، لن أموت في قلبك وأنا روحه التي تخدش حياء العمر وتلهمه بقطرات العشق التي أسقيك إياها، ولم تموت في قلبي لأني تعديت مرحلة الهيام بك في روحي، وأشعلت من بعدك حربًا لا تهدأ لتعود لي كما تمنيت، صاخبة هي الخفقات بعد أن أنهيت كل الأسلحة لدي وعمرت آخر ذخيرة في القلب وهي معزتك الغالية.