2024
Adsense
مقالات صحفية

واحليلوه

رحـــمة بنت ناصر بن سعود الشرجية

‏ rahma.alsharji86@gmail.com

مع بدء العام الدراسي الجديد 2022-2023 وعودة الحياة إلى مجاريها بفضل من الله تعالى وخاصة بعد جائحة كورونا، علينا جميعا التوازن في معاملة أطفالنا ونحن في زمن الرقمنة والتكنولوجيا، فإن جبر الخواطر من شيم القلوب الرحيمة والنفوس الطيبة الخلوقة؛ لهذا لا ننهرهم كثيرًا ولا نؤبخهم كثيرًا، وإنما علينا الاعتدال والتوازن وأخذهم بالرأفة فزمنهم ليس كزمننا.

“واحليلوه ” كلمة لها أثر ووقع إيجابي في حياتي، كلمة لا أنساها كلمة كنت أسمعها من جدتي –رحمة الله عليها – عند صغري والأقران من عمري حينها، كلمة عُمانية قديمة عند الجدة لأحفادها، إذا تم ضرب أحفادها كانت تقول: “واحليلوه خلوه”، فهي كلمة عتاب للوالدين بتخفيف عنه وكطبطبة له، كما كانت تستخدم كلمة ” واحليلك” للطفل في حالة بكاءه أو تذمره من موقف معين؛ وذلك لتعزيز الثقة لديه، ولا يقبل بالتنمر من أي أحد ويثق بنفسه، ولا يتأثر بالكلمات غير اللائقة حوله أو الكلمات المثبطة بعزيمته، وخاصة في هذه الحياة تحديات كثيرة وابتلاءات من الله وتختلف من شخص إلى آخر.

وبناءً على دراسات عديدة فإن الطفل يحتاج للطبطبة بين الحين والآخر، فليس شرطًا أن يكون باكيًا أو غاضبًا حتى تقترب منه وتربت على كتفيه، أو تشعره بوجودك بجانبه، أن ذلك يعلم طفلك القوة الكامنة في التعامل مع الناس والعطاء دون انتظار المقابل، ويعزز لديه ثقته بنفسه.

وكما تعلمون الكلمة الطيبة لها أصل عظيم وأثر فعال وإيجابي في جميع المعاملات؛ فهي تذهب الحزن، وتشرح الصدر، ودواء وبلسم لتحديات الحياة، يقول الله جل جلاله: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (25) سورة إبراهيم.

ولذلك حث الرسول صلى الله عليه وسلم المصطفى، عليه الصلاة والسلام، أمته بقوله: ” مَن كان يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ، فليَقُلْ خَيْراً أو ليصمت”- رواه البخاري ومسلم.

وأخيرًا وليس آخرًا، رسالتي للجميع وليس فقط للآباء والأمهات أو للمعلمين والمعلمات وإنما للجميع؛ انتقوا كلماتكم بكلمات طيبة مهما صعبت عليك الحياة، فهذه هي سنة الحياة شبيهة برسم تخطيط القلب تمامًا، فيها الصعود وفيها الهبوط، فإذا كانت على خط واحد وثابت فذلك يعني أنك ميت، وهكذا هي الحياة ما بين الحلو والمر، وما بين الفرح والحزن، وما بين السراء والضراء، وهذا شيْ طبيعي وصحي.

دمتم برحمة من رب العالمين

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights